صفحة رقم ٣١
فقرأ قد أفلح المؤمنون إلى عشر آيات من أولها.
وقال : من أقام هذه العشر آيات دخل الجنة ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا اللهم أرضنا وأرض عنا ) أخرجه الترمذي.
قوله عزّ وجلّ ) قد أفلح المؤمنون ( قال ابن عباس قد سعد المصدقون بالتوحيد وبقوا في الجنة وقيل الفلاح البقاء والنجاة ) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( قال ابن عباس : مخبتون أذلاّء خاضعون.
وقيل خائفون وقيل : متواضعون وقيل الخشوع من أفعال القلب كالخوف والرهبة وقيل هو من أفعال الجوارح كالسكون وترك الالتفات وغض البصر.
وقيل لا بد من الجمع بين أفعال القلب والجوارح وهو الأولى فالخاشع في صلاته لا بد وأن يحصل له الخشوع في جميع الجوارح، فأما ما يتعلق بالقلب من الأفعال فنهاية الخضوع والتذلل للمعبود ولا يلتفت الخاطر إلى شيء سوى ذلك التعظيم.
وأما ما يتعلق بالجوارح فهو أن يكون ساكناً مطرقاً ناظراً إلى موضع سجوده.
وقيل الخشوع هو أن لا يعرف من على يمينه ولا من على شماله
( ق ) عن عائشة قالت :( سألت رسول الله ( ﷺ ) عن الالتفات في الصلاة فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ) الاختلاس هو الاختطاف عن أبي ذر عن النبيّ ( ﷺ ) قال :( لا يزال الله مقبلاً على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه ) وفي رواية ( أعرض عنه ) أخرجه أبو داود والنسائي.
وقيل الخشوع هو أن لايرفع بصره إلى السماء
( خ ) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال : لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم ) وقال أبو هريرة كان أصحاب رسول الله ( ﷺ ) يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة فلما نزل ) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( رمقوا بأبصارهم إلى موضع السجود.
وقيل الخشوع هو أن لا يعبث بشيء من جسده


الصفحة التالية
Icon