صفحة رقم ٣٢
في الصلاة لما روي ( أن النبيّ ( ﷺ ) أبصر رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فقال : لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه ) ذكره البغوي بغير سند.
عن أبي ذر عن النبيّ ( ﷺ ) قال ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه ) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
وقيل الخشوع في الصلاة هو جمع الهمة والإعراض عمّا سوى الله والتدبر فيما يجري على لسانه من القراءة والذكر.
المؤمنون :( ٣ - ١٠ ) والذين هم عن...
" والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون " ( ) والذين هم عن اللغو معرضون ( قال ابن عباس عن الشرك وقيل عن المعاصي وقيل هو كل باطل ولهو ما لا يجمل من القول والفعل وقيل هو معارضة الكفار الشتم والسب ) والذين هم للزكاة فاعلون ( أي الزكاة الواجبة مؤدّون فعبر عن التأدية بالفعل لأنها فعل وقيل الزكاة ها هنا العمل الصالح والأول أولى ) والذين هم لفروجهم حافظون ( الفرج اسم لسوأة الرجل والمرأة وحفظه التعفف عن الحرام ) إلاّ على أزواجهم ( على بمعنى من ) أو ما ملكت أيمانهم ( يعني الإماء والجواري والآية في الرجال خاصة لأن المرأة لا يجوز لها أن تستمتع بفرج مملوكها ) فإنهم غير ملومين ( يعني بعدم حفظ فرجه من امرأته وأمته فإنه لا يلام على ذلك وإنما لا يلام فيما إذا كان على وجه أذن فيه الشرع دون الإتيان في غير المأتي وفي حال الحيض والنفاس فإنه محظور فلا يجوز ومن فعله فإنه ملوم ) فمن ابتغى وراء ذلك ( أي التمس وطلب سوى الأزواج والولائد وهن الجواري المملوكة ) فأولئك هم العادون ( أي الظالمون المجاوزون الحد من الحلال إلى الحرام.
وفيه دليل على أن الاستمناء باليد حرام وهو قول أكثر العلماء.
سئل عطاء عنه فقال : مكروه سمعت أن قوماً يحشرون وأيديهم حبالى فأظن أنهم هؤلاء وقال سعيد بن جبير عذب الله أمة كانوا يعبثون بمذاكيرهم.
قوله عزّ وجلّ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( أي حافظون يحفظون ما ائتمنوا عليه والعقود التي عاقدوا الناس عليها يقومون بالوفاء بها.
والأمانات تختلف فمنها ما يكون بين العبد وبين الله تعالى كالصلاة والصوم وغسل الجنابة وسائر العبادات التي أوجبها الله تعالى على العباد فيجب الوفاء بجميعها.
ومنها ما يكون بين العباد كالودائع والصنائع والأسرار


الصفحة التالية
Icon