صفحة رقم ٣٩
حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب لذلك ) أخرجه مسلم.
قوله عزّ وجلّ ) وإن هذه أمتكم ( أي ملتكم وشريعتكم التي أنتم عليها ) أمة واحدة ( أي ملة واحدة وهي الإسلام ) وأنا ربكم فاتقون ( أي فاحذرون وقيل معناه أمرتكم بما أمرت به المرسلين قبلكم فأمركم واحد وأنا ربكم فاتقون ) فتقطعوا ( أي تفرقوا فصاروا فرقاً يهوداً ونصارى ومجوساً وغير ذلك من الأديان المختلفة ) أمرهم ( أي دينهم ) بينهم وزيراً ( أي فرقاً وقطعاً مختلفة وقيل معنى زبراً أي كتباً، والمعنى تمسك كل قوم بكتاب فآمنوا به وكفروا بما سواه من الكتب ) كل حزب بما لديهم فرحون ( أي مسرورون معجبون بما عندهم من الدين ) فذرهم ( الخطاب للنبيّ ( ﷺ ) ) في غمرتهم ( قال ابن عباس في كفرهم وضلالتهم وقيل في عمايتهم وغفلتهم ) حتى حين ( أي إلى أن يموتوا ) أيحبسون أنما نمدهم به من مال وبنين ( أي ما نعطيهم ونجعله لهم مدداً من المال والبنين في الدنيا ) نسارع لهم في الخيرات ( أي نعجل لهم ذلك في الخيرات ونقدمه ثواباً لأعمالهم لمرضاتنا عنهم ) بل لا يشعرون ( أي إن ذلك استدراج لهم ثم ذكر المسارعين في الخيرات فقال تعالى ) إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( أي خائفون، والمعنى أن المؤمنين بما هم عليه من خشية الله خائفون من عقابه.
قال الحسن البصري المؤمن جمع إحساناً وخشية والمنافق جمع إساءة وأمناً ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ( يعني يصدقون ) والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا ( أي يعطون ما أعطوا من الزكامة والصدقات.
وقيل معناه يعملون ما عملوا من أعمال البر ) وقلوبهم وجلة ( أي خائفة أن ذلك لا ينجيهم من عذاب الله وأنّ أعمالهم لا تقبل منهم ) أنهم إلى ربهم راجعون ( أي إنهم يوقنون أنهم إلى الله صائرون.
قال الحسن عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم.
عن عائشة قالت :( قلت يا رسول الله والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجله هم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصدّيق ولكن هم الذي يصومون ويتصدّقون ويخافون