صفحة رقم ٤٠
أن لا يقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات ) أخرجه الترمذي.
المؤمنون :( ٦١ - ٧١ ) أولئك يسارعون في...
" أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون " ( وقوله :( أولئك يسارعون في الخيرات ( أي يبادرون إلى الأعمال الصالحة ) وهم لها سابقون ( أي إليها وقال ابن عباس سبقت لهم من الله السعادة وقيل سبقوا الأمم إلى الخيرات.
قوله عزّ وجلّ ) ولا نكلف نفساً إلا وسعها ( أي طاقتها من الأعمال، فمن لم يستطع القيام فليصل قاعداً ومن لم يستطع الصوم فليفظر ) ولدينا كتاب ( هو اللوح المحفوظ ) ينطق بالحق ( أي يبين الصدق والمعنى قد أثبتنا عمل كل عامل في اللوح المحفوظ فهو ينطق به ويبينه وقيل هو كتاب أعمال العباد التي تكتبها الحفظة ) وهم لا يظلمون ( أي لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم ثم ذكر الكفار فقال تعالى ) بل قلوبهم في غمرة ( أي غفلة وجهالة ) من هذا ( يعني القرآن ) ولهم أعمال ( أي للكفار أعمال خبيثة من المعاصي والخطايا محكومة عليهم ) من دون ذلك ( يعني من دون أعمال المؤمنين التي ذكرها الله في قوله ) إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ) هم ( يعني الكفار ) لها ( أي لتلك الأعمال الخبيثة ) عاملون ( أي لا بد لهم من أن يعملوها فيدخلوا بها النار لما سبق لهم في الأزل من الشقاوة ) حتى إذا أخذنا مترفيهم ( أي رؤساءهم وأغنياءهم ) بالعذاب ( قال ابن عباس : هو السيف يوم بدر وقيل هو الجوع حين دعا عليهم رسول الله ( ﷺ ) فقال :( اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف فابتلاهم الله بالقحط حتى أكلوا الكلاب والجيف ) ) إذا هم يجأرون ( أي يصيحون ويستغيثون ويجزعون ) لا تجأروا اليوم ( يعني لا تجزعوا ولا تضجوا اليوم ) إنكم منا لا تنصرون ( يعني لا تمنعون منا ولا ينفعكم تضرعكم ) قد كانت آياتي تتلى عليكم ( يعني القرآن ) فكنتم على أعقابكم تنكصون ( يعني ترجعون القهقرى وتتأخرون عن الإيمان ) مستكبرين ( قال ابن عباس : أي بالبيت الحرام كناية عن غير مذكور أي مستعظمين بالبيت وذلك أنهم كانوا يقولون نحن أهل حرم الله وجيران بيته فلا يظهر علينا أحد ولا نخاف أحداً فيأمنون فيه وسائر الناس في الخوف.
وقيل مستكبرين به أي بالقرآن فلم يؤمنوا به والقول الأول أظهر ) سامراً ( يعني أنهم يسمرون بالليل حول البيت وكان عامة سمرهم ذكر القرآن وتسميته سحراً أو شعراً ونحو ذلك من القول فيه وفي النبيّ