صفحة رقم ٤١
( ﷺ ) وهو قوله ) تهجرون ( من الإهجار وهو الإفحاش في القول وقيل معنى تهجرون تعرضون عن النبيّ ( ﷺ ) وعن الإيمان به وبالقرآن وقيل هو من الهجر وهو القول القبيح أي تهذبون وتقولون ما لا تعلمون ) أفلم يدبروا القول ( يعني أفلم يتدبروا ما جاءهم من القرآن فيعتبرون بما فيه من الدلالات الواضحة على صدق محمد ( ﷺ ) ) أم جاءهم مالم يأت آباءهم الأولين ( يعني فأنكروا يريد إنا قد بعثنا من قبلهم رسلاً إلى قومهم فكذلك بعثنا محمداً ( ﷺ ) ) أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون ( قال ابن عباس : أليس قد عرفوا محمداً صلّى الله عليه وسلم صغيراً وكبيراً وعرفوا نسبه وصدقه وأمانته ووفاءه بالعهود وهذا على سبيل التوبيخ لهم على الإعراض عنه بعد ما عرفوه بالصدق والأمانة ) أم يقولون به جنة ( أي جنون وليس هو كذلك ) بل جاءهم بالحق ( بالصدق والقول الذي لا تخفى صحته وحسنه على عاقل ) وأكثرهم للحق كارهون (.
قوله عزّ وجلّ ) ولو اتبع الحق أهواءهم ( قيل الحق هو الله تعالى والمعنى ولو اتبع الله مرادهم فيما يفعل.
وقيل : لو سمى لنفسه شريكاً وولداً كما يقولون وقيل : الحق هو القرآن أي لو نزل القرآن بما يحبون وما يعتقدون ) لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ( أي لفسد العالم ) بل أتيناهم بذكرهم ( قال ابن عباس بما فيه شرفهم وفخرهم وهو القرآن ) فهم عن ذكرهم ( أي شرفهم ) معرضون (.
المؤمنون :( ٧٢ - ٨٨ ) أم تسألهم خرجا...
" أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون بل قالوا مثل ما قال الأولون قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون " ( ) أم تسألهم ( أي على ما جئتهم به ) خرجاً ( أي أجراً وجعلاً ) فخراج ربك خير ( أي ما يعطيك الله من رزقه وثوابه خير ) وهو خير الرازقين ( تقدم تفسيره ) وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم ( أي إلى دين الإسلام ) وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط ( أي عن دين الحق ) لناكبون ( أي لعادلون عنه ومائلون ) ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر ( أي قحط وجدوبة ) للجوا ( أي لتمادوا ) في طغيانهم يعمهون ( أي لم ينزعوا عنه ) ولقد أخذناهم بالعذاب ( وذلك أنّ النبيّ