صفحة رقم ٤٢
دعا على قريش أن يجعل الله عليهم سنين كسني يوسف فأصابهم القحط.
فجاء أبو سفيان إلى النبيّ ( ﷺ ) فقال أنشدك الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين فقال بلى فقال : إنهم قد أكلوا القد والعظام وشكا إليه الضر فادع الله أن يكشف عنا هذا القحط فدعا فكشف عنهم فأنزل الله هذه الآية ) فما استكانوا لربهم ( ما خضعوا وما ذلوا لربهم ) وما يتضرعون ( أي لم يتضرعوا إلى ربهم بل مضوا على تمردهم ) حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد ( قال ابن عباس يعني القتل يوم بدر وقيل الموت وقيل هو قيام الساعة ) إذا هم فيه مبلسون ( أي آيسون من كل خير.
قوله عزّ وجلّ ) وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة ( أي لتسمعوا بها وتبصروا وتعقلوا ) قليلاً ما تشكرون ( أي لم تشكروا هذه النعم ) وهو الذي ذرأكم في الأرض ( أي خلقكم ) وإليه تحشرون ( أي تبعثون ) وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار ( أي تدبير الليل والنهار في الزيادة والنقصان وقيل جعلهما مختلفين يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض ) أفلا تعقلون ( أي ما ترون من صنعه فتعتبروا ) بل قالوا مثل ما قال الأولون ( أي كذبوا كما كذب الأولون، وقيل معناه أنكروا البعث مثل ما أنكر الأولون مع وضوح الأدلة ) قالوا أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون ( أي لمحشورون قالوا ذلك على طريق الإنكار والتعجب ) لقد وعدنا نحن ( أي هذا الوعد ) وآباؤنا هذا من قبل ( أي وعد آباؤنا قوم ذكروا أنهم رسل الله فلم نر له حقيقة ) إن هذا إلاّ أساطير الأولين ( أي أكاذيب الأولين.
قوله تعالى ) قل ( أي يا محمد لأهل مكة ) لمن الأرض ومن فيها ( من الخلق ) إن كنتم تعلمون ( أي خالقها ومالكها ) سيقولون لله ( أي لا بد لهم من ذلك لأنهم يقرون أنها مخلوقة لله ) قل ( أي قل لهم يا محمد إذا أقروا بذلك ) أفلا تذكرون ( أي فتعلموا أن من قدر على خلق الأرض ومن فيها ابتداء يقدر على إحيائهم بعد الموت ) قل رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون ( أي عبادة غيره وقيل معناه أفلا تحذرون عقابه ) قل من بيده ملكوت كل شيء ( أي ملك كل شيء ) وهو يجير ( أي يؤمن من يشاء ) ولا يجار عليه ( أي لا يؤمن من أخافه الله وقيل يمنع هو من يشاء من السوء ولا يمتنع


الصفحة التالية
Icon