صفحة رقم ٤٦
رسول الله ( ﷺ ) مثل بلال وعمار وصهيب وخباب ثم قال الله ) إني جزيتهم اليوم بما صبروا ( أي على أذاكم واستهزائكم في الدنيا ) أنهم هم الفائزون ( أي جزيتهم بصبرهم الفوز بالجنة ) قال ( يعني أن الله قال للكفار يوم البعث ) كم لبثتم في الأرض ( أي في الدنيا وفي القبور ) عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم ( معناه أنهم نسوا مدة لبثهم في الدنيا لعظم ما هم بصدده من العذاب ) فاسأل العادين ( يعني الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم ) قال إن لبثتم ( أي ما لبثتم في الدينا ) إلاّ قليلا ( سماه قليلا لأن المرء وإن طال لبثه في الدنيا.
فإنه يكون قليلا في جنب ما يلبث في الآخرة ) لو أنكم كنتم تعلمون ( يعني قدر لبثكم في الدنيا.
المؤمنون :( ١١٥ - ١١٨ ) أفحسبتم أنما خلقناكم...
" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين " ( قوله عزّ جلّ :( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً ( أي لعباً وباطلاً لا لحكمة وقيل العبث معناه لتلعبوا وتعبثوا كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب وإنما خلقتم للعبادة وإقامة أوامر الله عزّ وجلّ ) وأنكم إلينا لا ترجعون ( أي في دار الآخرة للجزاء.
روى البغوي بسنده عن الحسن :( أن رجلاً مصاباً مرّ به على ابن مسعود فرقاه في أذنه أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون حتى ختم السورة فبرأ فقال رسول الله ( ﷺ ) بماذا رقيت في أذنه فأخبره فقال رسول الله ( ﷺ ) : والذي نفسي بيده لو أن رجلاً موقناً قرأها على الجبل لزال ) ثم نزه الله تعالى عمّا يصفه به المشركون فقال عزّ وجلّ ) فتعالى الله الملك الحق ( أي هو التام الملك الجامع لأصناف المملوكات ) لا إله إلا هو رب العرش الكريم ( أي الحسن وقيل الرفيع المرتفع وإنما خصّ العرش بالذكر لأنه أعظم المخلوقات ) ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به ( يعني لا حجة ولا بينة له به إذ لا يمكن إقامة برهان ولا دليل على إلهية غير الله ولا حجة في دعوى الشرك ) فإنما حسابه ( أي جزاؤه ) عند ربه ( أي هو مجازيه بعلمه ) إنه لا يفلح الكافرون ( يعني لا يسعد من جحد وكذب ) وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين (.


الصفحة التالية
Icon