صفحة رقم ٥٦
الناس، أما تعدد الألفاظ فيجب ولا يجوز الإخلال بشيء منها، وأما المكان فهو أن يلاعن في أشرف الأماكن فإن كان بمكة فبين الركن والمقام وإن كان بالمدينة فعند منبر النبيّ ( ﷺ ) وفي سائر البلاد في الجامع عند المنبر، وأما الزمان فهو أن يكون بعد العصر، وأما الجمع فأقله أربعة والتغليظ بالجمع مستحب فلو لاعن الحاكم بينهما وحده جاز وفي التغليظ بالزمان والمكان قولان.
النور :( ١٠ - ١١ ) ولولا فضل الله...
" ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم " ( قوله تعالى :( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ( أي لعاجلكم بالعقوبة ولكنه ستر عليكم ودفع عنكم الحد باللعان ) وأن الله تواب ( أي يعود على من يرجع عن المعاصي بالرحمة ) حكيم ( أي فيما فرضه من الحدود.
قوله عزّ وجلّ ) إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم ( الآيات سبب نزولها ما روي عن ابن شهاب قال حدّثني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عائشة زوج النبيّ ( ﷺ ) حين قال لها أهل الإفك ما قالوا.
وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصاً وقد وعيت عن كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضاً قالوا : قالت عائشة رضي الله عنها :( كان رسول الله ( ﷺ ) إذا أراد سفراً أقرع بين أزواجه فأيها خرج سهمها خرج بها رسول الله ( ﷺ ) قالت : عائشة أقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله ( ﷺ ) بعد ما أنزل الحجاب فكنت أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ( ﷺ ) من غزوه وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت من شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه قالت : وأقبل الرهط الذي كانوا يرحلون بي فاحتملوا هودجي