صفحة رقم ٦٢
ثابت وحمنة بنت جحش زوجة طلحة ابن عبيدالله.
فإن قلت عبدالله بن أبي ابن سلول كان رأس المنافقين فكيف قال منكم.
قلت كان ينسب إلى الإيمان في الظاهر وقيل قوله منكم خرج مخرج الأغلب فإنّ حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة كانوا من المؤمنين المخلصين ) لاتحسبوه شراً لكم ( يعني الإفك الخطاب لعائشة وصفوان وقيل لعائشة ولأبويها وللنبيّ ( ﷺ ) ولصفوان ) بل هو خير لكم ( يعني أن الله آجركم على ذلك وأظهر براءتكم وشهد بكذب العصبة وأوجب لهم الذم وهذا غاية الشرف والفضل لكم ) لكل امرىء منهم ( أي من العصبة الكاذبة ) ما اكتسب من الإثم ( أي جزاء ما اجترح من الذنب على قدر ما خاض فيه ) والذي تولى كبره ( يعني تحمل معظمه وبدأ بالخوض فيه وأقام بإشاعته وهو عبدالله بن أبي ابن سلول ) منهم ( من العصبة ) له عذاب عظيم ( يعني عذاب النار في الآخرة روي ( أنّ النبيّ ( ﷺ ) أمر بالذين رموا عائشة فجلدوا جميعاً ثمانين ثمانين ).
النور :( ١٢ - ٢١ ) لولا إذ سمعتموه...
" لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم " ( قوله عزّ وجلّ :( لولا إذ سمعتموه ( يعني الحديث الكذب وهو قول أهل الإفك ) ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم ( بأخوانهم وأهل دينهم ) خيراً ( والمعنى كان الواجب على المؤمنين إذ سمعوا قول أهل الإفك أن يكذبوه ويحسنوا الظن ولا يسرعوا في التهمة وقول الزور فيمن عرفوا عفته وطهارته وفيه معاتبة للمؤمنين ) وقالوا هذا إفك مبين ( يعني كذب بين لا حقيقة له ) لولا ( يعني هلا ) جاؤوا عليه ( يعني على ما زعموا ) بأربعة شهداء ( يعني يشهدون بذلك ) فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله ( يعني في حكم الله ) هم الكاذبون ( وهذا من باب الزواجر.
فإن قلت كيف يصيرون عن الله كاذبين إذا لم يأتوا بالشهداء ومن كذب فهو عند الله كاذب سواء أتى بالشهداء أو لم يأت.
قلت قيل هذا في حق الذين رموا عائشة خاصة معناه فأولئك هم الكاذبون في غيبي.
وعلمي وقيل معناه فأولئك عند الله في حكم الكاذبين فإن الكاذب يجب زجره عن الكذب والقاذف إذا لم يأت بالشهود