صفحة رقم ٧٦
لا نفعل قد جاء الإسلام، وحرم الزنا فأتيا رسول الله ( ﷺ ) وشكتا إليه فأنزل الله هذه الآية واختلف العلماء في معنى قوله إن أردن تحصناً على أقوال أحدها : أن الكلام ورد على سبب وهو الذي ذكر في سبب نزول الآية، فخرج النهي على صفة السبب وإن لم يكن شرطاً فيه الثاني : إنما شرط إرادة التحصن لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادة التحصن، فأمّا إذا لم ترد المرأة التحصن فإنها تبغي بالطبع طوعهاً الثالث : أن إن بمعنى أي إذا أردن وليس معناه الشرط لأنه لا يجوز إكراههن على الزنا إن لم يردن تحصناً، كقوله ) وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ( " أي إذا كنتم القول الرابع : أن في هذه الآية تقديماً وتأخيراً تقديره وأنكحوا الأيامى منكم إن أردتم تحصناً، ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ) لتبتغوا ( أي لتطلبوا ) عرض الحياة الدنيا ( أي من أموال الدنيا يريد كسبهن، وبين أولادهن ) ومن يكرههن ( يعني على الزنا ) فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ( يعني للمكروهات والوزر على المكره، وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال لهن والله لهن والله.
النور :( ٣٤ - ٣٥ ) ولقد أنزلنا إليكم...
" ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم " ( قوله تعالى :( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ( أي من الحلال والحرام ) ومثلاً من الذين خلوا من قبلكم ( أي شبهاً من حالكم بحالهم أيها المكذبون، وهذا تخويف لهم أن يلحقهم ما لحق من كان قبلهم من المكذبين ) وموعظة للمتقين ( أي المؤمنين الذين يتقون الشرك والكبائر.
قوله عزّ وجلّ ) الله نور السموات والأرض ( قال ابن عباس : معناه الله هادي السموات والأرض فهم بنوره إلى الحق يهتدون، وبهدايته من حيرة الضلالة ينجون وقيل معناه الله منور السموات والأرض، نور السماء بالملائكة ونور الأرض بالأنبياء وقيل : معناه مزين السموات والأرض زين السماء بالشمس والقمر والنجوم، وزين الأرض بالأنبياء والعلماء والمؤمنين، ويقال : زين الأرض بالنبات والأشجار، وقيل : معناه إن الأنوار كلها منه وقد يذكر هذا اللفظ على طريق المدح كما قال الشاعر :
إذا سار عبدالله عن مرو ليلة
فقد سار عنها نورها وجمالها
) مثل نوره ( أي مثل نور الله عز وجل في قلب المؤمن، وهو النور الذي يهتدي به وقال