صفحة رقم ٧٧
ابن عباس مثل نوره الذي أعطى المؤمن، وقيل الكناية عائدة إلى المؤمن أي مثل نور قلب المؤمن وقيل أراد بالنور القرآن وقيل هو محمد ( ﷺ ) وقيل هو الطاعة سمي طاعة الله نوراً، وأضاف هذه الأنوار إلى نفسه تشريفاً وتفصيلاً ) كمشكاة ( هي الكوة التي لا منفذ لها قيل : هي بلغة الحبشة ) فيها مصباح ( أي سراج وأصله من الضوء ) المصباح في زجاجة ( يعني القنديل وإنما ذأر الزجاجة لأن النور، وضوء النار فيها أبين من كل شيء وضوءه يزيد في الزجاج ثم وصف الزجاجة، فقال تعالى ) الزجاجة كأنها كوكب دري ( من درأ الكوكب إذا اندفع منقضاً، فيتضاعف نوره في تلك الحال، وفي ذلك الوقت وقيل هو من درأ النجم إذا طلع، وارتفع وقيل دري أي شديد الإنارة نسب إلى الدر، في صفائه وحسنه وإن كان الكوكب أضوأ من الدر لكنه يفضل الكوكب بصفائه كما يفضل الدر على سائر اللؤلؤ وقيل الكوكب الدري أحد الكواكب الخمسة السيارة، التي هي زحل والمريخ والمشتري والزهرة وعطارد، قيل : شبهه بالكواكب ولم يشبهه بالشمس والقمر، لأنهما يلحقهما الكسوف بخلاف الكواكب ) يوقد ( أي اتقد المصباح ) من شجرة مباركة زيتونة ( أي من زيت شجرة مباركة كثيرة البركة، وفيها منافع كثيرة لأن الزيت يسرج به ويدهن به وهو إدام وهو أصفى الأدهان وأضوأها، وقيل : إنها أول شجرة نبتت بعد الطوفان وقيل : أراد به زيتون الشام لأنها هي الأرض المباركة، وهي شجرة لا يسقط ورقها، عن أسيد بن ثابت أو أبي أسيد الأنصاري قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( كلوا الزيت وادهنوا به