صفحة رقم ١٠١
فماؤه نار ونهر ماء بارد والله تعالى أعلم.
غافر :( ٥٨ - ٦٠ ) وما يستوي الأعمى...
" وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " ( قوله عز وجل :( وما يستوي الأعمى والبصير ( أي الجاهل والعالم ) والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء ( أي لا يستوون ) قليلاً ما تتذكرون إن الساعة ( يعني القيامة ) لآتية لا ريب فيها ( أي لا شك في قيامها ومجيئها ) ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ( أي لا يصدقون بالبعث بعد الموت، قوله تعالى :( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ( أي اعبدوني دون غيري أجبكم وأثبكم وأغفر لكم فلما عبر عن العبادة بالدعاء جعل الإثابة استجابة عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول على المنبر ( الدعاء هو العبادة ثم قرأ ) وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ( ) أخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) أخرجه الترمذي وقال حديث غريب عن أنس بن مالك قال ( الدعاء مخ العبادة ) أخرجه الترمذي وعنه عن النبي ( ﷺ ) قال ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ) أخرجه الترمذي وقال حديث غريب ؛ فإن قلت كيف قال ادعوني أستجب لكم وقد يدعو الإنسان كثيراً فلا يستجاب له، قلت الدعاء له شروط منها الإخلاص في الدعاء وأن لا يدعو وقلبه لاه مشغول بغير الدعاء وأن يكون المطلوب بالدعاء مصلحة للإنسان وأن لا يكون فيه قطيعة رحم فإذا كان الدعاء بهذه الشروط كان حقيقاً بالإجابة فإما أن يعجلها له وإما أن يؤخرها له يدل عليه ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( ما من رجل يدعو الله تعالى بدعاء إلا استجيب له فإما أن يعجل له به في الدنيا وإما أن يدخر له في الآخرة وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل قالوا يا رسول الله وكيف يستعجل قال يقول دعوت ربي فما استجاب لي ) أخرجه الترمذي وقال حديث غريب وقيل الدعاء هو الذكر والسؤال ) إن الذين يستكبرون عن عبادتي ( أي عن توحيدي وقيل دعائي ) سيدخلون جهنم داخرين ( أي صاغرين ذليلين.
غافر :( ٦١ - ٦٩ ) الله الذي جعل...
" الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون " ( قوله عز وجل :( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ( أي لتحصل لكم الراحة فيه بسبب النوم والسكون ) والنهار مبصراً ( أي لتحصل لكم فيه مكنة التصرف في حوائجكم ومهماتكم ) إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ذلكم الله ربكم ( أي ذلكم المميز بالأفعال الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد هو الله ربكم ) خالق كل شيء لا إله إلا هو ( أي هو الجامع لهذه الأوصاف من الإلهية والربوبية وخلق الأشياء كلها وأنه لا شريك له في ذلك ) فأنى تؤفكون ( أي فأنى تصرفون عن الحق ) كذلك (