صفحة رقم ١١٦
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
الشورى :( ١ - ٣ ) حم
" حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم " ( قوله عز وجل :( حم عسق ( سئل الحسين بن الفضل لم قطع حروف حم عسق ولم يقطع حروف المص والمر وكهيعص، فقال : لأنها بين سور أوائلها حم فجرت مجرى نظائرها فكان حم مبتدأ وعسق خبره لأن حم عسق عدت آيتين وعدت أخواتها التي لم تقطع آية واحدة.
وقيل لأن أهل التأويل لم يختلفوا في كهيعص وأخواتها أنها حروف التهجي واختلفوا في حم فأخرجها بعضهم من حيز الحروف وجعلها فعلاً فقال معناها حم الأمر أي قضى وبقي عسق على أصله.
وقال ابن عباس ح حلمه م مجده ع علمه س سناه ق قدرته أقسم الله عز وجل بها.
وقيل إن العين من العزيز والسين من قدوس والقاف من قاهر وقيل ح حرب في قريش يعز فيها الذليل ويذل فيها العزيز م ملك يتحول من قوم إلى قوم ع عدو لقريش يقصدهم س سنون كسني يوسف ق قدرة الله في خلقه، وقيل هذا في شأن محمد ( ﷺ ) فالحاء حوضه المورود و الميم ملكه الممدرد والعين عزه الموجود والسين سناؤه المشهود والقاف قيامه في المقام المحمود وقربه من الملك المعبود وقال ابن عباس ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحي إليه حم عسق فلذلك قال الله تعالى :( كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك ( وقيل معناه كذلك نوحي إليك أخبار الغيب كما أوحينا إلى الذين من قبلك ) الله العزيز ( في ملكه ) الحكيم ( في صنعه، والمعنى كأنه قيل من يوحي فقال الله العزيز الحكيم ثم وصف نفسه وسعة ملكه
الشورى :( ٤ - ٧ ) له ما في...
" له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير " ( ) له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ( أي من فوق الأرضين وقيل تنفطر كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى وقيل من قول المشركين اتخذ الله ولداً ) والملائكة يسبحون بحمد ربهم ( أي ينزهونه عما لا يليق بجلاله وقيل يصلون بأمر ربهم ) ويستغفرون لمن في الأرض ( أي من المؤمنين دون الكفار، لأن الكافر لا يستحق أن تستغفر له الملائكة، وقيل يحتمل أن يكون لجميع من في الأرض أما في حق الكافرين فبواسطة طلب الإيمان لهم ويحتمل أن يكون المراد من الاستغفار لا يعاجلهم بالعقاب وأما في حق المؤمنين فبالتجاوز عن سيئاتهم، وقيل استغفارهم لمن في الأرض هو سؤال الرزق لهم فيدخل فيه المؤمن والكافر ) ألا إن الله هو الغفور الرحيم ( يعني أنه تعالى يعطي المغفرة التي سألوها ويضم إليها بمنه وكرمه الرحمة العامة الشاملة.
قوله تعالى :( والذين اتخذوا من دونه أولياء ( أي جعلوا له شركاء وأنداداً ) الله حفيظ عليهم ( يعني رقيب على أحوالهم وأعمالهم ) وما أنت عليهم بوكيل ( يعني لم توكل بهم حتى تؤخذ بهم إنما أنت نذير ) وكذلك ( أي