صفحة رقم ١١٧
ومثل ما ذكرنا ) أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ( يعني مكة والمراد أهلها ) ومن حولها ( يعني قرى الأرض كلها ) وتنذر يوم الجمع ( أي وتنذرهم بيوم الجمع وهو يوم القيامة يجمع الله سبحانه وتعالى فيه الأولين والآخرين وأهل السموات وأهل الأرضين ) لا ريب فيه ( أي لا شك في الجمع أنه كائن ثم بعد ذلك يتفرقون وهو قوله تعالى :( فريق في الجنة وفريق في السعير ( عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال ( خرج علينا رسول الله ( ﷺ ) ذات يوم قابضاً على كفه ومعه كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان قلنا لا يا رسول الله فقال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وعشائرهم وعدتهم قبل أن يستقروا نطفاً في الأصلاب وقبل أن يستقروا نطفاً في الأرحام إذ هم في الطينة منجدلون فليس بزائد فيهم ولا ناقص منهم إجمال من الله تعالى عليهم إلى يوم القيامة، ثم قال للذي في يساره هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وعشائرهم وعدتهم قبل أن يستقروا نطفاً في الأصلاب وقبل أن يستقروا نطفاً في الأرحام إذ هم في الطينة منجدلون فليس بزائد فيهم ولا ناقص منهم إجمال من الله تعالى عليهم إلى يوم القيامة فقال عبد الله بن عمرو ففيم العمل إذاً ؟ قال اعملوا وسددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل ثم قال فريق في الجنة وفريق في السعير عدل من الله تعالى ) أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده.
الشورى :( ٨ - ١١ ) ولو شاء الله...
" ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ( قوله تعالى :( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ( قال ابن عباس : على دين واحد وقيل على ملة الإسلام ) ولكن يدخل من يشاء في رحمته ( أي في دين الإسلام ) والظالمون ( أي الكافرون ) ما لهم من ولي ( أي يدفع عنهم العذاب ) ولا نصير ( أي يمنعهم من العذاب ) أم اتخذوا ( يعني الكفار ) من دونه أولياء فالله هو الولي ( قال ابن عباس هو وليك يا محمد وولي من تبعك ) وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير ( يعني أن من يكون بهذه الصفة فهو الحقيق بأن يتخذ ولياً ومن لا يكون بهذه الصفة فليس بولي ) ما اختلفتم فيه من شيء ( أي من أمر الدين ) فحكمه إلى الله ( أي يقضي فيه ويحكم يوم القيامة بالفصل الذي يزيل


الصفحة التالية
Icon