صفحة رقم ١١٩
الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة ) كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ( أي من التوحيد ورفض الأوثان ) الله يجتبي إليه من يشاء ( أي يصطفي لدينه من يشاء من عباده ) ويهدي إليه من ينيب ( أي يقبل على طاعته ) وما تفرقوا ( يعني أهل الأديان المختلفة، وقال ابن عباس : يعني أهل الكتاب ) إلا من بعد ما جاءهم العلم ( أي بأن الفرقة ضلالة ) بغياً بينهم ( أي ولكنهم فعلوا ذلك للبغي وقيل بغياً منهم على محمد ( ﷺ ) ) ولولا كلمة سبقت من ربك ( أي في تأخير العذاب عنهم ) إلى أجل مسمى ( يعني إلى يوم القيامة ) لقضي بينهم ( أي بين من آمن وكفر يعني لأنزل العذاب بالمكذبين في الدنيا ) وإن الذين أورثوا الكتاب ( أي اليهود والنصارى ) من بعدهم ( أي من بعد أنبيائهم وقيل الأمم الخالية ) لفي شك منه ( أي من أمر محمد ( ﷺ ) فلا يؤمنون به ) مريب ( يعني مرتابين شاكين فيه ) فلذلك ( أي إلى ذلك ) فادع ( أي إلى ما وصى الله تعالى به الأنبياء من التوحيد وقيل لأجل ما حدث به من الاختلاف في الدين الكثير فادع أنت إلى الاتفاق على الملة الحنيفية ) واستقم كما أمرت ( أي أثبت على الدين الذي أمرت به ) ولا تتبع أهواءهم ( أي المختلفة الباطلة ) وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب ( أي آمنت بكتب الله المنزلة كلها وذلك لأن المتفرقين آمنوا ببعض الكتب وكفروا ببعض ) وأمرت لأعدل بينكم ( قال ابن عباس أمرت أن لا أحيف عليكم بأكثر مما افترض الله عليكم من الأحكام وقيل لأعدل بينكم في جميع الأحوال والأشياء وقيل لأعدل بينكم في الحكم إذا تخاصمتم وتحاكمتم إلى ) الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ( يعني أن إله الكل واحد وكل أحد مخصوص بعمل نفسه وإن اختلفت أعمالنا فكل يجازي بعمله ) لا حجة ( أي لا خصومة ) بيننا وبينكم ( وهذه الآية منسوخة بآية القتال إذا لم يؤمر بالقتال وأمر بالدعوة فلم يكن بينه وبين من لا يجيب خصومة ) الله يجمع بيننا ( أي في المعاد لفصل القضاء ) وإليه المصير (.
الشورى :( ١٦ - ١٨ ) والذين يحاجون في...
" والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد " ( قوله عز وجل :( والذين يحاجون في الله ( أي يخاصمون في دين الله قيل هم اليهود قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن خير منكم فهذه خصومتهم ) من بعد ما استجيب له ( أي من بعد ما استجاب الناس لدين الله تعالى فأسلموا ودخلوا في دينه لظهور معجزة نبيه ( ﷺ ) ) حجتهم داحضة ( أي خصومتهم باطلة ) عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ( أي في الآخرة ) الله الذي


الصفحة التالية
Icon