صفحة رقم ١٢٤
أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها طعامه وشرابه فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده الدوية الفلاة والمفازة ) )
الشورى :( ٢٦ - ٢٨ ) ويستجيب الذين آمنوا...
" ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد " ( ) ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( يعني يجيب المؤمنون الله تعالى فيما دعاهم لطاعته وقيل معناه ويجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات إذا دعوه، وقال ابن عباس : ويثبت الذين آمنوا ) ويزيدهم من فضله ( أي سوى ثواب أعمالهم تفضلاً منه، وقال ابن عباس : يشفعهم في إخوانهم ويزيدهم من فضله، قال في إخوان إخوانهم ) والكافرون لهم عذاب شديد ( قوله عز وجل :( ولو بسط الله الرزق لعباده ( قال خباب بن الأرت : فينا نزلت هذه الآية وذلك أنا نظرنا إلى أموال بني قريظة والنضير وبني قينقاع فتمنيناها فأنزل الله تعالى :( ولو بسط الله الرزق لعباده ( أي وسع الله الرزق لعباده ) لبغوا ( أي لطغوا وعتوا ) في الأرض ( قال ابن عباس : بغيهم طلبهم منزلة بعد منزلة ومركباً بعد مركب وملبساً بعد ملبس، وقيل : إن الإنسان متكبر بالطبع فإذا وجد الغنى والقدرة رجع إلى مقتضى طبعه وهو التكبر وإذا وقع في شدة ومكروه وفقر انكسر فرجع إلى الطاعة والتواضع، وقيل : إن البغي مع القبض والفقر أقل ومع البسط والغنى أكثر لأن النفس مائلة إلى الشر لكنها إذا كانت فاقدة لآلاته كان الشر أقل وإذا كانت واجدة لها كان الشر أكثر فثبت أن وجدان المال يوجب الطغيان ) ولكن ينزل بقدر ما يشاء ( يعني الأرزاق نظراً لمصالح عباده وهو قوله تعالى :( إنه بعباده خبير بصير ( والمعنى أنه تعالى عالم بأحوال عباده وبطبائعهم وبعواقب أمورهم فيقدر


الصفحة التالية
Icon