صفحة رقم ١٢٥
أرزاقهم على وفق مصالحهم يدل على ذلك ما روى أنس بن مالك عن النبي ( ﷺ ) عن جبريل عن الله عز وجل قال ( يقول الله عز وجل من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحرد، وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدي المؤمن يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيداً إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه وإن من عبادي المؤمنين لمن يسألني الباب من العبادة فأكفه عنه أن لا يدخله عجب فيفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الغنى لو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك إني أدبر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير ) أخرجه البغوي بإسناده.
قوله عز وجل :( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا ( أي يئس الناس منه وذلك أدعى لهم إلى الشكر قيل حبس الله المطر عن أهل مكة سبع سنين حتى قنطوا ثم أنزل الله عز وجل المطر فذكرهم نعمته لأن الفرح بحصول النعمة بعد الشدة أتم ) وينشر رحمته ( أي يبسط بركات الغيث ومنافعه وما يحصل به من الخصب ) وهو الولي ( أي لأهل طاعته ) الحميد ( أي المحمود على ما يوصل إلى الخلق من أقسام رحمته.
الشورى :( ٢٩ - ٣٣ ) ومن آياته خلق...
" ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور " ( ) ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث ( أي أوجد ) فيهما ( أي في السموات والأرض ) من دابة (.
فإن قلت كيف يجوز إطلاق لفظ الدابة على الملائكة.
قلت الدبيب في اللغة المشي الخفيف على الأرض، فيحتمل أن يكون للملائكة مشي مع الطيران فيوصفون بالدبيب كما يوصف به الإنسان، وقيل : يحتمل أن الله تعالى خلق في السموات أنواعاً من الحيوانات يدبون دبيب الإنسان ) وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ( يعني يوم القيامة.
قوله عز وجل :( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ( المراد بهذه المصائب الأحوال المكروهة نحو الأوجاع والأسقام والقحط والغلاء والغرق والصواعق وغير ذلك من المصائب فبما كسبت أيديكم من الذنوب والمعاصي ) ويعفوا عن كثير ( قال ابن عباس : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله ( ﷺ ) ( والذي نفسي بيده ما من خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر ) وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي سخيلة قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها رسول الله ( ﷺ ) ) وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ( وسأفسرها لكم يا علي ) ما أصابكم من مصيبة ( أي من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا ) فبما كسبت أيديكم ( والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه ) وقال عكرمة :