صفحة رقم ١٣٣
) إن هم إلا يخرصون ( يعني ما هم إلا كاذبون في قولهم إن الله رضي منا بعبادتها، وقيل يكذبون في قولهم إن الملائكة إناث وإنهم بنات الله ) أم آتيناهم كتاباً من قبله ( أي من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله ) فهم به مستمسكون ( أي يأخذون بما فيه ) بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة ( أي على دين وملة ) وإنا على آثارهم مهتدون ( يعني أنهم جعلوا أنفسهم مهتدين باتباع آبائهم وتقليدهم من غير حجة ثم أخبر أن غيرهم قد قال هذه المقالة بقوله تعالى :( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها ( أغنياؤها ورؤساؤها ) إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ( أي بهم.
الزخرف :( ٢٤ - ٣١ ) قال أولو جئتكم...
" قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " ( ) قال أولو جئتكم بأهدى ( أي بدين هو أصوب ) مما وجدتم عليه آباءكم ( فأبوا أن يقبلوا ) قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ( قوله تعالى :( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء ( أي بريء ) مما تعبدون إلا الذي فطرني ( معناه أنا أتبرأ مما تعبدون إلا من الله الذي خلقني ) فإنه سيهدين ( أي يرشدني إلى دينه ) وجعلها ( أي وجعل إبراهيم كلمة التوحيد التي تكلم بها وهي لا إله إلا الله ) كلمة باقية في عقبه ( أي في ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله تعالى ويدعو إلى توحيده ) لعلهم يرجعون ( أي لعل من أشرك منهم يرجع بدعاء من وحد منهم وقيل لعل أهل مكة يتبعون هذا الدين ويرجعون عما هم عليه من الشرك إلى دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام ) بل متعت هؤلاء ( يعني كفار مكة ) وآباءهم ( في الدنيا بالمد في العمر والنعمة ولم أعاجلهم بالعقوبة على كفرهم ) حتى جاءهم الحق ( يعني القرآن وقيل الإسلام ) ورسول ( هو محمد ( ﷺ ) ) مبين ( أي يبين لهم الأحكام وقيل بين الرسالة وأوضحها بما معه من الآيات والمعجزات وكان من حق هذا الإنعام أن يطيعوه فلم يفعلوا بل كذبوا وعصوا وسموه ساحراً وهو قوله تعالى :( ولما جاءهم الحق ( يعني القرآن ) قالوا هذا سحر وإنا به كافرون ( قوله عز وجل :( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ( معناه أنهم قالوا منصب النبوة منصب عظيم شريف لا يليق إلا برجل شريف عظيم كثير المال والجاه من إحدى القريتين وهما مكة والطائف واختلفوا في هذا الرجل العظيم قيل الوليد بن المغيرة بمكة وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف وقيل عتبة بن ربيعة من مكة وكنانة بن عبد ياليل الثقفي من الطائف، وقال ابن عباس :