صفحة رقم ١٣٦
حقت عليهم كلمة العذاب أنهم لا يؤمنون.
قوله عز وجل :( فإما نذهبن بك ( أي بأن نميتك قبل أن نعذبهم ) فإنا منهم منتقمون ( أي بالقتل بعدك ) أو نرينك ( أي في حياتك ) الذي وعدناهم ( أي من العذاب ) فإنا عليهم مقتدرون ( أي قادرون على ذلك متى شئنا عذبناهم، وأراد به مشركي مكة وقد انتقم منهم يوم بدر وهذا يفيد التسلية للنبي ( ﷺ ) لأنه وعده الانتقام له منهم إما حال حياته أو بعد وفاته، وهذا قول أكثر المفسرين وقيل عني به ما يكون في أمته وقد كان بعد النبي ( ﷺ ) نقمة شديدة في أمته ولكن أكرم الله عز وجل نبيه ( ﷺ ) وذهب به ولم يره في أمته إلا الذي تقربه عينه وأبقى النقمة بعده وروي أن النبي ( ﷺ ) أري ما يصيب أمته بعده فما رئي ضاحكاً منبسطاً حتى قبضه الله تعالى :( فاستمسك بالذي أوحي إليك ( يعني القرآن ) إنك على صراط مستقيم ( أي على دين مستقيم لا يميل عنه إلا الضال ) وإنه ( يعني القرآن ) لذكر ( أي لشرف عظيم ) لك ولقومك وسوف تسألون ( يعني عن حقه وأداء شكره وروى ابن عباس ( أن النبي ( ﷺ ) كان إذا سئل لمن هذا الأمر بعدك لم يخبر بشيء حتى نزلت هذه الآية فكان بعد ذلك إذا سئل قال لقريش )
( ق ).
عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان )
( خ ) عن معاوية قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول ( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله تعالى على وجهه ما أقاموا الدين ) وقيل القوم هم العرب والقرآن لهم شرف إذ نزل بلغتهم ثم يختص بذلك الشرف الأخص فالأخص من العرب حتى يكون الأكثر لقريش ولبني هاشم، وقيل ذكر لك أي ذلك شرف لك بما أعطاك الله من النبوة والحكمة ولقومك يعني المؤمنين بما هداهم الله تعالى به وسوف تسألون عن القرآن وعما يلزمكم من القيام بحقه.
الزخرف :( ٤٥ - ٥٠ ) واسأل من أرسلنا...
" واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون " ( قوله تعالى :( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ( اختلف العلماء من هؤلاء والمسؤولون فروي عن ابن عباس في رواية عنه ( لما أسري بالنبي ( ﷺ ) بعث الله عز وجل له آدم وولده من المرسلين فأذن جبريل ثم أقام وقال يا محمد تقدم فصل بهم فلما فرغ من الصلاة قال له جبريل سل يا محمد من أرسلنا من قبلك من أرسلنا