صفحة رقم ١٤٥
( ﷺ ) ) أول الآيات الدخان ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا، قال حذيفة : يا رسول الله وما الدخان ؟ فتلا هذه الآية ) يوم تأتي السماء بدخان مبين ( يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام وأما الكافر فكمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره ( ) أنى لهم الذكرى ( أي كيف يتذكرون ويتعظون بهذه الحالة ) وقد جاءهم رسول مبين ( معناه وقد جاءهم ما هو أعظم وأدخل في وجوب الطاعة وهو ما ظهر على يد رسول الله ( ﷺ ) من المعجزات الظاهرات والآيات البينات الباهرة ) ثم تولوا عنه ( أي أعرضوا عنه ) وقالوا معلم ( أي يعلمه بشر ) مجنون ( أي تلقي إليه الجن هذه الكلمات حال ما يعرض له الغشي ) إنا كاشفوا العذاب ( أي الجوع ) قليلاً ( أي زمناً يسيراً قيل إلى يوم بدر ) إنكم عائدون ( أي إلى كفركم ) يوم نبطش البطشة الكبرى ( هو يوم بدر ) إنا منتقمون ( أي منكم في ذلك اليوم، وهو قول ابن مسعود وأكثر العلماء وفي رواية عن ابن عباس أنه يوم القيامة.
الدخان :( ١٧ - ٢٧ ) ولقد فتنا قبلهم...
" ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين " ( قوله تعالى :( ولقد فتنا قبلهم ( أي قبل هؤلاء ) قوم فرعون وجاءهم رسول كريم ( يعني على الله وهو موسى بن عمران عليه السلام ) أن أدوا إليّ عباد الله ( يعني أطلقوا إلي بني إسرائيل ولا تعذبوهم ) إني لكم رسول أمين ( يعني على الوحي ) وأن لا تعلوا على الله ( يعني لا تتجبروا عليه بترك طاعته ) إني آتيكم بسلطان مبين ( يعني ببرهان بيِّن على صدق قولي فلما قال ذلك توعده بالقتل فقال ) وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ( أن تقتلون وقال ابن عباس : تشتمون وتقولوا هو ساحر وقيل ترجموني بالحجارة ) وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ( أي فاتركون لا معي ولا عليّ، وقال ابن عباس : اعتزلوا أذاي باليد واللسان فلم يؤمنوا ) فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون ( أي مشركون ) فأسر بعبادي ليلاً ( أي أجاب الله دعاءه وأمره أن يسري ببني إسرائيل بالليل ) إنكم متبعون ( أي يتبعكم فرعون وقومه ) واترك البحر ( أي إذا قطعته أنت وأصحابك ) رهواً ( أي ساكناً والمعنى لا تأمره أن يرجع بل اتركه على حالته حتى يدخله فرعون وقومه، وقيل اتركه طريقاً يابساً وذلك