صفحة رقم ١٤٨
ما نعلم لله في الأرض بيتاً غير هذا البيت الذي بمكة فاتخذه مسجداً وانسك عنده وانحر واحلق رأسك وما أراد القوم إلا هلاكك.
وما ناوأه أحد قط إلا هلك فأكرمه واصنع عنده ما يصنعه أهله فلما قالوا له ذلك أخذ أولئك النفر من هذيل فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ثم صلبهم فلما قدم مكة شرفها الله تعالى نزل بالشعب شعب البطائح وكسا البيت الوصائل وهي برود تصنع باليمن وهو أول من كسا البيت ونحر بالشعب ستة آلاف بدنة وأقام به ستة أيام وطاف به وحلق وانصرف، فلما دنا من اليمن ليدخلها حالت حمير بينه وبين ذلك وقالوا له لا تدخلها علينا وأنت قد فارقت ديننا فدعاهم إلى دينه وقال : إنه دين خير من دينكم قالوا فحاكمنا إلى النار.
الدخان :( ٣٨ - ٤٦ ) وما خلقنا السماوات...
" وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم " ( ) وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ( أي بالعدل وهو الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ) ولكن أكثرهم لا يعلمون ( قوله عز وجل :( إن يوم الفصل ( أي الذي يفصل الله فيه بين العباد ) ميقاتهم أجمعين ( أي يوافي يوم القيامة الأولون والآخرون ) يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ( أي لا ينفع قريب قريبه ولا يدفع عنه شيئاً ) ولا هم ينصرون ( أي يمنعون من عذاب الله ) إلا من رحم الله ( يعني المؤمنين فإنه يشفع بعضهم لبعض ) إنه هو العزيز ( أي في انتقامه من أعدائه ) الرحيم ( أي بأوليائه المؤمنين، قوله تعالى :( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ( أي ذي الإثم وهو أبو جهل ) كالمهل ( أي كدردي الزيت الأسود ) يغلي في البطون ( أي في بطون الكفار ) كغلي الحميم ( يعني كالماء الحار إذا اشتد غليانه عن أبي سعيد


الصفحة التالية
Icon