صفحة رقم ١٥١
وأنه لا بد لها من صانع فآمنوا به وأقروا أنه الإله القادر على كل شيء ثم إذا أمعنوا النظر ازدادوا إيقاناً وزال عنهم اللبس فحينئذٍ استحكم علمهم وعدوا في زمرة العقلاء الذين عقلوا عن الله مراده في أسرار كتابه ) تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله ( أي بعد كتاب الله ) وآياته يؤمنون ( قوله تعالى :( ويل لكل أفاك أثيم ( أي كذاب صاحب إثم يعني النضر بن الحارث ) يسمع آيات الله ( يعني القرآن ) تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئاً ( يعني آيات القرآن ) اتخذها هزوا ( أي سخر منها ) أولئك ( إشارة إلى من هذه صفته ) لهم عذاب مهين ( ثم وصفهم فقال تعالى :( من ورائهم جهنم ( يعني أمامهم جهنم وذلك جهنم وذلك خزيهم في الدنيا ولهم في الآخرة النار ) ولا يغني عنهم ما كسبوا ( أي من الأموال ) شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ( أي ولا يغني عنهم ما عبدوا من دون الله من الآلهة ) ولهم عذاب عظيم هذا ( يعني القرآن ) هدى ( أي هو هدى من الضلالة ) والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم (.
الجاثية :( ١٢ - ١٧ ) الله الذي سخر...
" الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون " ( ) الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ( أي بسبب التجارة واستخراج منافعه ) ولعلكم تشكرون ( نعمته على ذلك ) وسخر لكم ما في السموات والأرض ( يعني أنه تعالى خلقها ومنافعها فهي مسخرة لنا من حيث إنا ننتفع بها ) جميعاً منه ( قال ابن عباس : كل ذلك رحمه منه وقيل كل ذلك تفضل منه وإحسان ) إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (.
قوله عز وجل :( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ( أي لا يخافون وقائع الله ولا يبالون بمقته، قال ابن عباس : نزلت في عمر بن الخطاب وذلك أن رجلاً من بني غفار شتمه بمكة فهم عمر أن يبطش به فأنزل الله هذه الآية وأمره أن يعفو عنه وقيل نزلت في ناس من أصحاب رسول الله ( ﷺ ) من أهل مكة كانوا في أذى شديد من المشركين قبل أن يؤمروا بالقتال فشكوا ذلك إلى رسول الله ( ﷺ ) فأنزل الله هذه الآية ثم نسخها بآية القتال ) ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون ( أي من الأعمال ثم فسر ذلك فقال تعالى :( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون (.
قوله تعالى :( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب ( يعني التوراة ) والحكم ( يعني معرفة أحكام الله


الصفحة التالية
Icon