صفحة رقم ١٧٣
سائر الجسد وقال ابن عباس عصمهم أيام حياتهم يعني أن هذا الإصلاح يعود إلى إصلاح أعمالهم حتى لا يعصوا ) ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل ( يعني الشيطان ) وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ( يعني القرآن ومعنى الآية ذلك الأمر وهو إضلال أعمال الكفار وتكفير سيئات المؤمنين كائن بسبب إتباع الكفار الباطل وإتباع المؤمنين الحق من ربهم ) كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ( الضمير في أمثالهم راجع إلى الناس على أنه تعالى يضرب للناس أمثال أنفسهم أو أنه راجع إلى الفريقين على معنى أنه تعالى ضرب أمثال الفريقين للناس ليعتبروا بها قال الزجاج كذلك يضرب الله أمثال حسنات المؤمنين وأمثال أعمال الكافرين للناس.
محمد :( ٤ ) فإذا لقيتم الذين...
" فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم " ( قوله تعالى :( فإذا لقيتم الذين كفروا ( من اللقاء وهو الحرب ) فضرب الرقاب ( يعني : فاضربوا رقابهم ضرباً.
وضرب الرقاب، عبارة عن القتل، إلا أن المراد ضرب الرقاب فقط دون سائر الأعضاء وإنما خص الرقاب بالضرب، لأن قتل الإنسان أشنع ما يكون بضرب رقبته فلذلك خصت بالذكر في الأمر بالقتل ولأن الرأس من أشرف أعضاء البدن فإذا أبين عن بدنه كان أسرع إلى الموت والهلاك بخلاف غيره من الأعضاء ) حتى إذا أثخنتموهم ( يعني بالغنم في القتل وقهرتموهم مأخوذ من الشيء الثخين الغليظ.
والمعنى : إذا اثقلتموهم بالقتل والجراح ومنعتموهم النهوض والحركة ) فشدوا الوثاق ( يعني في الاسرى والمعنى فأسروهم وشدوا وثاقهم حتى لا يفلتوا منكم والوثاق اسم لما يوثق به أي يشد به ) فإما منّاً بعد وإما فداء ( يعني بعد الأسر إما أن تمنوا عليهم منا بإطلاقهم من غير عوض وإما أن تفادوهم فداء.
( فصل : في حكم الآية )
اختلف العلماء في حكم هذه الآية فقال قوم هي منسوخة بقوله ) فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم ( " وبقوله ) اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ( " وهذا قول قتادة والضحاك والسدي وابن جريج وإليه ذهب الأوزاعي وأصحاب الرأي قالوا لا يجوز لمن على من وقع في الأسر من الكفار ولا الفداء بل إما القتل أو الاسترقاق أيهما رأى الإمام.
ونقل صاحب الكشاف عن مجاهد قال ليس اليوم من ولا فداء إنما هو الإسلام أو ضرب العنق ويجوز أن يكون


الصفحة التالية
Icon