صفحة رقم ١٨٥
حتى لو دخل في صلاة تطوع أو صوم تطوع لا يجوز له إبطال ذلك العمل والخروج منه ولا دليل لهم في الآية ولا حجة لأن السنة مبينة للكتاب ( وقد ثبت في الصحيحين أن النبي ( ﷺ ) أصبح صائماً فلما رجع إلى البيت وجد حيساً فقال لعائشة قربيه فلقد أصبحت صائماً فأكل ) وهذا معنى الحديث وليس بلفظه وفي الصحيحين أيضاً أن سلمان زار أبا الدرداء فصنع له طعاماً فلما قربه إليه قال.
كل فإني صائم قال لست بآكل حتى تأكل فأكل معه وقال مقاتل في معنى الآية لا تمنوا على رسول الله ( ﷺ ) فتبطل أعمالكم نزلت في بني أسد وسنذكر القصة في تفسير سورة الحجرات إن شاء الله تعالى :( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم ( قيل نزلت في أهل القليب وهم أبو جهل وأصحابه الذين قتلوا ببدر وألقوا في قليب بدر وحكمها عام في كل كافر مات على كفره فالله لا يغفر له لقوله تعالى :( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( ) فلا تهنوا ( الخطاب فيه لأصحاب النبي ( ﷺ ) ثم هو عام لجميع المسلمين يعني فلا تضعفوا أيها المؤمنون ) وتدعوا إلى السلم ( يعني ولا تدعوا الكفار إلى الصلح أبداً منع الله المسلمين أن يدعوا الكفار إلى الصلح وأمرهم بحربهم حتى يسلموا ) وأنتم الأعلون ( يعني وأنتم الغالبون لهم والعالون عليهم أخبر الله تعالى تعالىلا أن الأمر للمسلمين والنصرة والغلبة لهم عليهم وإن غلبوا المسلمين في بعض الأوقات ) والله معكم ( يعن يبالنصر والمعونة ومن كان الله معه فهو العالي الغالب ) ولن يتركم أعمالكم ( يعني لن ينقصكم شيئا من ثواب أعمالكم وقال ابن عباس وغيره لن يظلمكم أعمالكم الصثالحة بل يؤتيكم أجورها ثم خص على الآخرة بذم الدنيا فقا لتعالى ) إنما الحياة الدنيا لعب ولهو ( أي باطل وغرور يعني كيف تمنعكم الدنيا عن طلب الآخرة وقد علمتم أن الدنيا كلها لعب ولهو إلا ما كان منها في عبادة لله عز وجل وطاعته واللعب ما يشغل الإنسالن وليس يفيه منفعة في الحلال ولا يفي الوآل ثن إذا استعمله الإنسان ولم يشغله عن غيره ولم ينسه أشغاله المهمة فهو اللعب وإن أشغله عم مهمات نفسه فهو اللهو ) وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ( يعني يؤتكم جزاء أعمالكم يفي الآخرة ) ولا يسألكم أموالكم ( يعني أن الله تعالى لا يسأل من العباد أموالهم لإيتاء الأجر عليها بل يأمرهم بالإيمان والتقوى والطاعة ليثيبهم عليها الجنة وقيل ومعناه ولا يسألكم محمد ( ﷺ ) أموالكم وقيل معناه لا يسألكم الله ورسوله ( ﷺ ) أموالكم كلها في الصدقات إنما يسألكم غيضا من فيض وهو ربع العشر من أموالكم وهو زكاة أموالكم ترد عليكم ليس لله ولرسوله فيها حاجة إنما فرضها الله تعالى في أموال الأغنياء وردها على الفقراء فطيبوا بإخراج الزكاة أنفسكم وإلى هذا القول ذهب سيان بن عيينة ويدل عليه سياق الآية وهو قوله تعالى ) وإن يسألكموها ( الضمير عائد إلى الأموال ) فيحفكم ( يعني يجهدكم ويطلبها كلها والإحفاء المبالغة في المسألة وبلوغ الغاية في كل شيءء يقال أحفاه يفي المسألة إذا لم يترك شيئا من الإلحاح ) تبخلوا ( يعني


الصفحة التالية
Icon