صفحة رقم ١٩٠
أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليدخلهم جنات.
الفتح :( ٧ - ١٠ ) ولله جنود السماوات...
" ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " ( ) ولله جنود السموات والأرض ( تقدم تفسيره بقي ما فائدة التكرير ولم قدم ذكر جنود السموات والأرض على إدخال المؤمنين الجنة ولم أخر ذكر جنود السموات والأرض هنا بعد تعذيب المنافقين والكافرين، فنقول : فائدة التكرار للتأكيد وجنود السموات والأرض منهم من هو للرحمة ومنهم من هو للعذاب فقدم ذكر جنود السموات والأرض قبل إدخال المؤمنين الجنة ليكون مع المؤمنين جنود الرحمة فيثبتوهم على الصراط وعند الميزان فإذا دخلوا الجنة أفضوا إلى جوار الله تعالى ورحمته والقرب منه، فلا حاجة لهم بعد ذلك إلى شيء، وأخر ذكر جنود السموات والأرض بعد تعذيب الكافرين والمنافقين ليكون معهم جنود السخط فلا يفارقوهم أبداً.
فإن قلت : قال في الآية الأولى :( وكان الله عليماً حكيماً (، وقال في هذه الآية ) وكان الله عزيزاً حكيماً ( فما معناه ؟ قلت : لما كان في جنود السموات والأرض من هو للرحمة ومن هو للعذاب وعلم الله ضعف المؤمنين، ناسب أن تكون خاتمة الآية الأولى ) وكان الله عليماً حكيماً (، ولما بالغ في وصف تعذيب الكافر والمنافق وشدته، ناسب أن تكون خاتمة الآية الثانية ) وكان الله عزيزاً حكيماً ( فهو كقوله :( أليس الله بعزيز ذي انتقام ( " وقوله ) أخذناهم أخذ عزيز مقتدر ( " قوله تعالى :( إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ( الخطاب للنبي ( ﷺ ) ذكره في معرض الامتنان عليه حيث شرفه بالرسالة وبعثه إلى الكافة شاهداً على أعمال أمته ومبشراً يعني لمن آمن به وأطاعه بالثواب ونذيراً يعني لمن خالفه وعصى أمره بالعقاب ثم بين فائدة الإرسال فقال تعالى :( لتؤمنوا بالله ورسوله ( فالضمير فيه للناس المرسل إليهم ) وتعزروه ( يعني ويقووه وينصروه.
والتعزير : نصر مع تعظيم ) وتوقروه ( يعني وتعظموه والتوقير : التعظيم والتبجيل ) وتسبحوه ( من التسبيح الذي هو التنزيه من جميع النقائص أو من