صفحة رقم ١٩١
السبحة وهي الصلاة.
قال الزمخشري : والضمائر لله تعالى والمراد بتعزير الله تعالى.
تعزير دينه ورسوله ( ﷺ ).
ومن فرق الضمائر فقد أبعد وقال غيره : الكنايات في قوله ويعزروه ويوقروه راجعة إلى الرسول ( ﷺ ) وعندها تم الكلام فالوقف عليّ ويوقروه وقف تام ثم يبتدئ بقوله ويسبحوه ) بكرة وأصيلاً ( على أن الكناية في ويسبحوه راجعة إلى الله تعالى يعني ويصلوا الله أو يسبحوا بالغداة والعشي.
قوله عز وجل :( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ( يعني إن الذين يبايعونك يا محمد بالحديبية على أن لا يفروا إنما يبايعون الله لأنهم باعوا أنفسهم من الله عز وجل بالجنة وأصل البيعة : العقد الذي يعقده الإنسان على نفسه من بذل الطاعة للإمام، والوفاء بالعهد الذي التزمه له، والمراد بهذه البيعة بيعة الرضوان بالحديبية، وهي قرية ليست بكبيرة بينها وبين مكة أقل من مرحلة أو مرحلتين سميت ببئر هناك وقد جاء في الحديث أن الحديبية بئر قال مالك هي من الحرم وقال ابن القصار بعضها من الحل ويجوز في الحديبية التخفيف والتشديد ةوالتخفيف أفصح وعامة المحدثين يشددونها
( ق ) عن يزيد بن عبيدة قال قلت لسلمة ابن الأكوع على أي شيء بايعتم رسول الله ( ﷺ ) على الموت ( م ) عن مغفل بن يسار لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي ( ﷺ ) يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربعة عشرة مائة قال لم نبايعه على الموت ولكن با يعناه على أن لا نفر قال العلماء لا منافاة بين الحديثين ومعناها صحيح أو ينتصروا وبايعه جماعة منهم معقل بن بسار على أن لا يفروا
( خ ) عن ابن عمر قال إن الناس كانوا مع النبي ( ﷺ ) يوم الحديبية تفرقوا في ظلال الشجر فإذا الناس يحدقون بالنبي ( ﷺ ) يعني عمر يا عبد الله أنظر ما شأن الناس أحدقوا برسول الله ( ﷺ ) فذهب فوجدهم يبايعون فبايع ثم رجع إلى عرم فخرج فبايع وقوله تعالى ) يد الله فوق أيديهم ( قال ابمن عباس يد الله بالوفاء بما وعدهم من الخير فوق أيديهم وقال السدي كانوا يأخذون بيد رسول الله ( ﷺ ) فيبايعونه ويد الله فوق أيديهم كذا نقله البغوي عنه وقال الكلبي نعمة الله عليهم في الهداية فوق ما صنعوا من البيعة وقال الإمامن فخر الدين الرازي يد الله فوق أيديهم يحتمل وجوها وذلك لأن اليد في الموضعين إما أن تكون بمعنى نعمة الله عليهم فوق إحسانهم كما قال ' بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان ' وثانيهما يد الله فوق أيديهم أي نصرته إياهم أقوى وأعلا من نصرتهم إياه يقال اليد لفلان أي الغلبة والنصرة والقوة.
وإن قلنا أنها بمعنيين فنقول اليد في حق الله تعالى بمعنى الحفظ وفي حق المبايعين بمعنى الجارحة فيكون المعنى يد الله فوق أيدهم بالحفظ وقال الزمخشري لما قال إنما يبايعون الله أكده تأكيدا على طريقة التخيل فقال يد الله فوق أيديهم يريد أن يد رسول الله ( ﷺ ) التي تعلو أيدي المبايعين هي يد الله والله منزه عن الجوارح وعن


الصفحة التالية
Icon