صفحة رقم ٢٠٠
على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية، صاحت وصكت وجهها وحشت التراب على رأسها، فلما رآها رسول الله ( ﷺ ) قال :( اعزبوا عني هذه الشيطانة ) وأمر بصفية فجهزت خلفه وألقى عليها رداءه، فعرف المسلمون أن رسول الله ( ﷺ ) قد اصطفاها لنفسه وقال رسول الله ( ﷺ ) لبلال لما رأى من تلك اليهودية ما رأى أنزعت منك الرحمة يا بلال حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما وكانت صفية قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق أن قمراً وقع في حجرها، فعرضت رؤياها على زوجها فقال : ما هذا إلا أنك تتمنين ملك الحجاز محمداً ثم لطم وجهها لطمة اخضرت منها عينها، فأتى بها رسول الله ( ﷺ ) وبها أثر منها فسألها عن ذلك ما هو، فأخبرته الخبر، وأتى رسول الله ( ﷺ ) بزوجها كنانة بن الربيع وكان عنده كنز بني النضير فسأله، فجحد أن يكون يعلم مكانه، فأتى رسول الله ( ﷺ ) برجل من اليهود فقال لرسول الله ( ﷺ ) : إني رأيت كنانة يطوف بهذه الخربة كل غداة فقال رسول الله ( ﷺ ) لكنانة : أرأيت إن وجدناه عندك أنقتلك قال : نعم فأمر رسول الله ( ﷺ ) بالخربة فحفرت فأخرج منها بعض كنزهم ثم سأله ما بقي، فأبى أن يؤديه إليه فأمر به رسول الله ( ﷺ ) إلى الزبير بن العوام أن يعذبه حتى يستأصل ما عنده فكان الزبير يقدح بزنده على صدره حتى أشرف على نفسه ثم دفعه إلى محمد بن مسلمة فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة (
( ق ) عن أنس بن مالك، أن رسول الله ( ﷺ ) غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس فركب نبي الله ( ﷺ ) وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة فأجرى نبي الله ( ﷺ ) في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله ( ﷺ ) ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر بياض فخذ النبي ( ﷺ )، فلما دخل القرية قال : الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قالها ثلاثاً.
قال : وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا محمد والخميس يعني الجيش.
قال : فأصبناها عنوة فجمع السبي فجاء دحية فقال : يا رسول الله ( ﷺ ) أعطني جارية من السبي.
قال : اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي فجاء رجل إلى النبي ( ﷺ ) فقال : يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك قال : ادعوها فجاء بها، فلما نظر إليها النبي ( ﷺ ) قال : خذ جارية من السبي غيرها، فأعتقها النبي ( ﷺ ) وتزوجها.
فقال له ثابت : يا أبا حمزة ما أصدقها قال نفسها أعتقها وتزوجها، حتى


الصفحة التالية
Icon