صفحة رقم ٢١
ابن عباس خاضعون.
وقيل منقادون والمعنى هم اليوم أذلاء منقادون لا حيلة لهم.
الصافات :( ٢٧ - ٣٧ ) وأقبل بعضهم على...
" وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين " ( ) وأقبل بعضهم على بعض ( يعني الرؤساء والأتباع ) يتساءلون ( يعني يتخاصمون ) قالوا ( يعني الرؤساء للأتباع ) إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ( يعني من قبل الدين فتضلوننا وتروننا أن الدين ما تضلوننا به.
وقيل كان الرؤساء يحلفون لهم أن الدين الذي يدعونهم إليه هو الحق والمعنى أنكم حلفتم لنا فوثقنا بأيمانكم وقيل عن اليمين أي عن العزة والقدرة والقول الأول أصح ) قالوا ( يعني الرؤساء للأتباع ) بل لم تكونوا مؤمنين ( يعني لم تكونوا على حق حتى نضلكم عنه بل كنتم على الكفر ) وما كان لنا عليكم من سلطان ( يعني من قوة وقدرة فنقهركم على متابعتنا ) بل كنتم قوماً طاغين ( يعني ضالين ) فحق علينا ( يعني وجب علينا جميعاً ) قول ربنا ( يعني كلمة العذاب وهي قوله ) لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( ) إنا لذائقون ( يعني أن الضال والمضل جميعاً في النار ) فأغويناكم ( فأضللناكم عن الهدى ودعوناكم إلى ما كنا عليه ) إنا كنا غاوين ( أي ضالين قال الله تعالى :( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ( يعني الرؤساء والأتباع ) إنا كذلك نفعل بالمجرمين ( قال ابن عباس الذين جعلوا لله شركاء ثم بين تعالى أنهم إنما وقعوا في ذلك العذاب باستكبارهم عن التوحيد فقال تعالى :( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ( أي يتكبرون عن كلمة التوحيد ويمتنعون منها ) ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ( يعنون محمداً ( ﷺ ) قال الله تعالى رداً عليهم ) بل جاء بالحق وصدق المرسلين ( يعني أنه أتى بما أتى به المرسلون قبله من الدين والتوحد ونفي الشرك.
الصافات :( ٣٨ - ٤٩ ) إنكم لذائقوا العذاب...
" إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون " ( ) إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ( أي في الدنيا من الشرك والتكذيب ) إلا ( أي لكن وهو استثناء منقطع ) عباد الله المخلصين ( أي الموحدين ) أولئك لهم رزق معلوم ( يعني بكرة وعشياً وقيل حين يشتهونه يؤتون به وقيل إنه معلوم الصفة من طيب طعم ولذة ورائحة وحسن منظر ثم وصف ذلك الرزق فقال تعالى :( فواكه ( جمع فاكهة وهي الثمار كلها رطبها ويابسها وكل طعام يؤكل للتلذذ لا للقوت.
وقيل إن أرزاق أهل الجنة كلها فواكه لأنهم مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات لأن أجسادهم خلقت للأبد فكل ما يأكلونه على سبيل التلذذ ثم إن ذلك حاصل مع الإكرام والتعظيم كما قال تعالى :( وهم مكرمون ( أي بثواب الله تعالى ثم وصف مساكنهم فقال تعالى :( في جنات النعيم على سرر متقابلين ( يعني لا يرى بعضهم قفا بعض ثم وصف شرابهم فقال