صفحة رقم ٢٢
تعالى :( يطاف عليهم بكأس من معين ( كل إناء فيه شراب يسمى كأساً وإذا لم يكن فيه شراب فهو إناء وقد تسمى الخمر نفسها كأساً قال الشاعر :
٨٩ ( وكأساً شربت على لذة ) ٨٩
ومعنى معين أي من خمر جارية في الأنهار ظاهرة تراها العيون ) بيضاء ( يعني أن خمر الجنة أشد بياضاً من اللبن ) لذة ( أي لذيذة ) للشاربين لا فيها غول ( أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها وقيل لا إثم فيها ولا وجع البطن ولا صداع وقيل الغول فساد يلحق في خفاء وخمر الدنيا يحصل منها أنواع من الفساد ومنها السكر وذهاب العقل ووجع البطن وصداع الرأس والبول والقيء والخمار والعربدة وغير ذلك ولا يوجد شيء من ذلك في خمر الجنة ) ولا هم عنها ينزفون ( أي لا تغلبهم على عقولهم ولا يسكرون وقيل معناه لا ينفد شرابهم ثم وصف أزواجهم فقال تعالى :( وعندهم قاصرات الطرف ( أي حابسات الأعين غاضات العيون قصرن أعينهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم ) عين ( أي حسان الأعين عظامها ) كأنهن بيض مكنون ( أي مصون مستور شبههن ببيض النعام لأنها تكنها بالريش من الريح والغبار فيكون لونها أبيض في صفرة ويقال هذا من أحسن ألوان النساء وهو أن تكون المرأة بيضاء مشوبة بصفرة والعرب تشبه المرأة ببيض النعامة وتسميهن ببيضات الخدور.
الصافات :( ٥٠ - ٦٢ ) فأقبل بعضهم على...
" فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم " ( قوله عز وجل :( فأقبل بعضهم على بعض ( يعني أهل الجنة في الجنة ) يتساءلون ( أي يسأل بعضهم بعضاً عن حاله في الدنيا ) قال قائل منهم ( أي من أهل الجنة ) إني كان لي قرين ( أي في الدنيا ينكر البعث قيل كان قرينه شيطاناً وقيل كان من الإنس قيل كانا أخوين وقيل كانا شريكين أحدهما كافر اسمه قطروس والآخر مؤمن اسمه يهوذا وهما اللذان قص الله عز وجل خبرهما في سورة الكهف في قوله :( واضرب لهم مثلاً رجلين ( " يقول أئنك لمن المصدقين ( أي بالبعث ) أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون ( أي مجزيون ومحاسبون وهذا استفهام إنكاري ) قال ( الله تعالى لأهل الجنة ) هل أنتم مطلعون ( أي إلى النار وقيل يقول المؤمن لإخوانه من أهل الجنة هل أنتم مطلعون أي لننظر كيف منزلة أخي في النار فيقول أهل الجنة أنت أعرف به منا ) فاطلع ( أي المؤمن قال ابن عباس إن في الجنة كوى ينظر منها أهلها إلى النار ) فرآه في سواء الجحيم ( أي فرأى قرينه في وسط النار سمي وسط الشيء سواء لاستواء الجوانب


الصفحة التالية
Icon