صفحة رقم ٢١٢
فاستمسك به ولا تفارقه ساعة كما لا نفارق رجل الراكب عرز رحله فإنه على الحق الذي لا يجوز لأحد تركه قوله ويل أمه هذه كلمة تقال للواقع في مايكره ويتعجب بها أيضا ومسعر الحرب أي موقدها يقال سعرت النار وأسعرتها إذا أوقدنها والمسعر الخشب الذيس نوقد به النار وسيف البحر بكشسر السين جانبه وساحله والله أعلم وأما تفسير الآية فقوله عز وجل )
الفتح :( ٢٥ ) هم الذين كفروا...
" هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " ( ) هم الذين كفروا (، يعني كفار مكة، ) وصدوكم ( أي منعوكم ) عن المسجد الحرام ( أن تطوفوا به ) والهدي ( أي وصدوا الهدي وهو البدن التي ساقها رسول الله ( ﷺ ) وكانت سبعين بدنة ) معكوفاً ( أي محبوساً ) أن يبلغ محله ( أي منحره وحيث يحل نحره وهو الحرم ) ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات ( يعني المستضعفين بمكة ) لم تعلموهم ( أي لم تعرفوهم ) أن تطؤوهم ( أي بالقتل وتوقعوا بهم ) فتصيبكم منهم معرة بغير علم ( أي إثم وقيل : غرم الدية، وقيل : كفارة قتل الخطأ، لأن الله أوجب على قاتل المؤمن في دار الحرب إذا لم يعلم إيمانه الكفارة دون الدية.
وقيل : هو أن المشركين يعتبونكم ويقولون : قتلوا أهل دينهم.
والمعرة : المشقة يقول : لولا أن تطؤوا رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات لم تعلموهم فيلزمكم به كفارة أو سيئة وجواب لولا محذوف تقديره لأذن لكم في دخول مكة ولكنه حال بينكم وبين ذلك لهذا السبب ) ليدخل الله في رحمته من يشاء ( أي في دين الإسلام من يشاء من أهل مكة بعد الصلح وقيل دخولها ) لو تزيلوا ( أي لو تميزوا المؤمنين من الكفار ) لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً ( أي بالسبي والقتل بأيديكم وقيل : لعذبنا جواب لكلامين أحدهما لولا رجال.
والثاني : لو تزيلوا.
ثم قال : ليدخل الله في رحمته من يشاء يعني المؤمنين والمؤمنات في رحمته أي في جنته.
قال قتادة : في الآية إن الله تعالى يدفع بالمؤمنين عن الكفار كما دفع بالمستضعفين من المؤمنين عن مشركي مكة.
الفتح :( ٢٦ - ٢٧ ) إذ جعل الذين...
" إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " ( قوله تعالى :( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية ( أي الأنفة والغضب وذلك حين صدوا رسول الله ( ﷺ ) وأصحابه عن البيت ومنعوا الهدي محله ولم يقروا بسم الله الرحمن الرحيم وأنكروا أن يكون محمد رسول الله.
وقيل : قال أهل مكة قد قتلوا أبناءنا وإخواننا ثم يدخلون علينا، فتحدث العرب أنهم دخلوا علينا رغماً منا واللات والعزى لا يدخلونها علينا فكانت هذه ) حمية الجاهلية ( التي دخلت قلوبهم ) فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ( أي : حتى لا يدخلهم ما دخلهم في الحمية فيعصون الله في قتالهم ) وألزمهم كلمة التقوى (.
قال ابن عباس :( كلمة التقوى لا إله إلا الله ) وأخرجه الترمذي.
وقال : حديث غريب.
وقال علي وابن عمر : كلمة التقوى لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
وقال عطاء الخراساني : هي لا إله إلا الله محمد رسول الله ( ﷺ ).
وقال الزهري : هي بسم الله


الصفحة التالية
Icon