صفحة رقم ٢٢٠
الآية.
قال أنس : فكنا ننظر إلى رجل من أهل الجنة يمشي بين أيدينا فلما كان يوم اليمامة في حرب مسيلمة رأى ثابت من المسلمين بعض انكسار وانهزمت طائفة منهم فقال : أف لهؤلاء.
ثم قال ثابت لسالم مولى أبي حذيفة : ما كنا نقاتل أعداء الله مع رسول الله ( ﷺ ) مثل هذا ثم ثبتا وقاتلا حتى قتلا واستشهد ثابت وعليه درع فرآه رجل من الصحابة بعد موته في المنام وأنه قال له : اعلم أن فلاناً رجلاً من المسلمين نزع درعي فذهب به وهو في ناحية من المعسكر عند فرس يستن في طيله وقد وضع على درعي برمته فأت خالد بن الوليد فأخبره حتى يسترد درعي وأتِ أبا بكر خليفة رسول الله ( ﷺ ) وقل له : إن علي ديناً حتى يقضيه عني وفلان من رقيقي عتيق فأخبر الرجل خالداً فوجد الدرع والفرس على ما وصفه فاسترد الدرع وأخبر خالد أبا بكر بتلك الرؤيا فأجاز أبو بكر وصيته قال مالك بن أنس : لا أعلم وصية أجيزت بعد موت صاحبها إلا هذه.
قال أبو هريرة وابن عباس : لما نزلت هذه الآية كان أبو بكر لا يكلم رسول الله ( ﷺ ) إلا كأخي السرار.
وقال ابن الزبير : لما نزلت هذه الآية ما حدث عمر النبي ( ﷺ ) بعد ذلك فسمع النبي ( ﷺ ) كلامه حتى يستفهمه مما يخفض صوته فأنزل الله تعالى :( إن الذين يغضون ( أي يخفضون أصواتهم عند رسول الله ( ﷺ ) أي إجلالاً له وتعظيماً ) أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ( أي اختبرها وأخلصها كما يمتحن الذهب بالنار ليخرج خالصه ) لهم مغفرة وأجر عظيم ( قوله عز وجل :( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات (.
قال ابن عباس :( بعث رسول الله ( ﷺ ) سرية إلى بني العنبر وأمر عليهم عيينة بن حصن الفزاري فلما علموا أنه توجه نحوهم، هربوا وتركوا عيالهم، فسباهم عيينة وقدم بهم على رسول الله ( ﷺ ).
فجاءه بعد ذلك رجالهم يفدون الذراري فقدموا وقت الظهيرة ووافقوا رسول الله ( ﷺ ) قائماً في أهله، فلما رأتهم الذراري أجهشوا إلى آبائهم يبكون وكان