صفحة رقم ٢٣٤
الموت قال الله تعالى :( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ( أي ما تأكل الأرض من لحومهم ودمائهم وعظامهم لا يعزب عن علمنا شيء ) وعندنا ( أي مع علمنا بذلك ) كتاب حفيظ ( بمعنى محفوظ أي من التبديل والتغيير وقيل حفيظ بمعنى حافظ أي حافظ لعددهم وأسمائهم ولما تنقص الأرض منهم وهو اللوح المحفوظ وقد أثبت فيه ما يكون.
ق :( ٥ - ١١ ) بل كذبوا بالحق...
" بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج " ( ) بل كذبوا بالحق ( أي بالقرآن ) لما جاءهم ( قيل : معناه كذبوا به لما جاءهم.
وقيل : كذبوا المنذر لما جاءهم ) فهم في أمر مريج ( أي مختلط ملتبس قيل معنى اختلاط أمرهم قولهم للنبي ( ﷺ ) مرة شاعر ومرة ساحر ومرة معلم مجنون ويقولون في القرآن مرة سحر ومرة رجز ومرة مفتري فكان أمرهم مختلطاً ملتبساً عليهم وقيل في هذه الآية من ترك الحق مرج عليه أمره والتبس عليه دينه وقيل ما ترك قوم الحق إلا مرج عليهم أمرهم ؛ ثم دلهم على عظيم قدرته فقال تعالى :( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها ( أي : بغير عمد ) وزيناها ( أي بالكواكب ) وما لها من فروج ( أي : شقوق وصدوع ) والأرض مددناها ( أي بسطناها على وجه الماء ) وألقينا فيها رواسي ( أي : جبالاً ثوابت ) وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ( أي : من كل صنف حسن كريم يبتهج به أي : يسر به ) تبصرة ( أي جعلنا ذلك تبصرة ) وذكرى ( أي تذكرة ) لكل عبد منيب ( أي : راجع إلى الله تعالى والمعنى ليتبصر ويتذكر به من أناب ) ونزلنا من السماء ماء مباركاً ( أي كثير الخير والبركة فيه حياة كل شيء وهو المطر ) فأنبتنا به ( أي : بذلك الماء ) جنات ( أي بساتين ) وحب الحصيد ( يعني البر والشعير وسائر الحبوب التي تحصد ) والنخل باسقات ( أي : طوالاً وقيل مستويات ) لها طلع ( أي : ثمر يطلع ويظهر ويسمى طلعاً قبل أن يتشقق ) نضيد ( أي : متراكب بعضه على بعض في أكمامه فإذا تشقق وخرج من أكمامه فليس بنضيد ) رزقاً ( أي : جعلنا ذلك رزقاً ) للعباد وأحيينا به ( أي : بالمطر ) بلدة ميتاً ( فأنبتنا فيها الكلأ والعشب ) كذلك الخروج ( أي : من القبور أحياء بعد الموت.
ق :( ١٢ - ١٨ ) كذبت قبلهم قوم...
" كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ( ) كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة ( قيل : كان لوط مرسلاً إلى طائفة من قوم إبراهيم ولذلك قال إخوان لوط ) وقوم تبع ( هو أبو كرب أسعد تبع الحميري وقد تقدم قصص جمعهم قيل ذم الله عز وجل قوم تبع ولم يذمه وذم فرعون لأنه هو المكذب المستخف لقومه فلهذا خص