صفحة رقم ٢٣٥
بالذكر دونهم ) كل كذب الرسل فحق وعبد ( أي : كل هؤلاء المذكورين كذبوا رسلهم فحق وعيدي أي وجب لهم عذابي وقيل فحق وعيدي للرسل بالنصر ) أفعيينا بالخلق الأول ( هذا جواب لقولهم ذلك رجع بعيد والمعنى أعجزنا حين خلقناهم أولاً فنعيا بالإعادة ثانياً وذلك لأنهم اعترفوا بالخلق الأول وأنكروا البعث ) بل هم في لبس ( أي شك ) من خلق جديد ( وهو البعث.
قوله عز وجل :( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ( أي ما يحدث به قلبه فلا تخفى علينا سرائره وضمائره ) ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ( بيان لكمال علمه أي نحن أعلم به منه والوليد العرق الذي يجري فيه الدم ويصل إلى كل جزء من أجزاء البدن وهو بين الحلقوم والعلباوين ومعنى الآية أن أجزاء الإنسان وأبعاضه يحجب بعضها بعضاً ولا يحجب عن علم الله شيء.
وقيل : يحتمل أن يكون المعنى ونحن أقرب إليه بنفوذ قدرتنا فيه ويجري فيه أمرنا كما يجري الدم في عروقه ) إذ يتلقى المتلقيان ( أي يتلقن الملكان الموكلان به وبعمله ومنطقه فيكتبانه ويحفظانه عليه ) عن اليمين وعن الشمال ( يعني أن أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فصاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات ) قعيد ( أي قاعد وكل واحد منهما قعيد فاكتفى بذكر أحدهما عن الآخر.
وقيل : أراد بالقعيد الملازم الذي لا يبرح ) ما يلفظ من قول ( أي ما يتكلم من كلام يخرج من فيه ) إلا لديه رقيب ( أي حافظ ) عتيد ( أي حاضر أينما كان سوى وقت الغائط وعند جماعة فإنهما يتأخران عنه فلا يجوز للإنسان أن يتكلم في هاتين الحالتين حتى لا يؤذي الملائكة بدنوهما منه وهو على تلك الحالة حتى يكتبا ما يتكلم به أنهما يكتبان عليه كل شيء يتكلم به حتى أتيته في مرضه وقيل لا يكتبان إلا ما له أجر وثواب أو عليه وزر وعقاب.
وقيل : إن مجلسهما تحت الشعر على الحنك وكان الحسن البصري يعجبه أن ينظف عنفقته روى البغوي بإسناد الثعلبي.
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشراً وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر.


الصفحة التالية
Icon