صفحة رقم ٢٤٣
( ق ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) ولمسلم قال :( فيقول أنا الملك أنا الملك ) وذكر الحديث وفيه ( حتى يضيء الفجر ) وزاد في رواية ( من يقرض غير عديم ولا ظلوم ).
( فصل )
هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان معروفان :
أحدهما : وهو مذهب السلف وغيرهم أنه يمر كما جاء من غير تأويل ولا تعطيل ويترك الكلام فيه وفي أمثاله مع الإيمان به وتنزيه الرب تبارك وتعالى عن صفات الأجسام.
المذهب الثاني : وهو قول جماعة من المتكلمين وغيرهم أن الصعود والنزول من صفات الأجسام والله تعالى يتقدس عن ذلك.
فعلى هذا يكون معناه نزول الرحمة والألطاف الإلهية وقربها من عباده والإقبال على الداعين بالإجابة واللطف.
وتخصيصه بالثلث الأخير من الليل ؟ لأن ذلك وقت التهجد والدعاء وغفلة أكثر الناس عن التعرض لنفحات رحمة الله تعالى وفي ذلك الوقت تكون النية خالصة والرغبة إلى الله تعالى متوفرة فهو مظنة لقبول الإجابة والله تعالى أعلم
( ق ).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :( كان النبي ( ﷺ ) إذا قام من الليل يتهجد قال : اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك الحق وقولك الحق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ).
الذاريات :( ١٩ - ٢٤ ) وفي أموالهم حق...
" وفي أموالهم حق للسائل والمحروم وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين " ( ) وفي أموالهم حق ( أي نصيب قيل إنه ما يصلون به رحماً أو يقرون به ضيفاً أو يحملون به كلاًّ أو يعينون به محروماً وليس بالزكاة قاله ابن عباس.
وقيل : إنه الزكاة المفروضة ) للسائل ( أي الذي يسأل الناس ويطلب منهم ) والمحروم ( قيل هو الذي ليس له في الغنائم سهم ولا يجري عليه من الفيء شيء قال ابن عباس رضي الله عنهما : المحروم الذي ليس له في فيء الإسلام سهم.
وقيل : معناه الذي حرم الخير والعطاء، وقيل : المحروم، المتعفف الذي لا يسأل.
وقيل :


الصفحة التالية
Icon