صفحة رقم ٢٤٩
يسبحون الله ويقدسونه.
وفي أفراد البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( ﷺ ) :( أنه رأى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ) ) والسقف المرفوع ( يعني السماء ) والبحر المسجور ( يعني الموقد المحمى بمنزلة التنور المسجور وهو قول ابن عباس.
وذلك ما روي أن الله تعالى يجعل البحار كلها يوم القيامة ناراً فيزاد بها في نار جهنم وجاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو وقال قال رسول الله ( ﷺ ) ( لا يركبن رجل البحر إلا غازياً أو معتمراً أو حاجاً فإن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً ) وقيل : المسجور المملوء وقيل : هو اليابس الذي ذهب ماؤه ونضب.
وقيل : هو المختلط العذب بالملح.
وروي عن علي أنه قال البحر المسجور هو بحر تحت العرش غمره كما بين سبع سموات إلى سبع أرضين فيه ماء غليظ يقال له بحر الحيوان يمطر العباد بعد النفخة الأولى منه أربعين صباحاً فينبتون من قبورهم أقسم الله بهذه الأشياء لما فيها من عظيم قدرته وجواب القسم قوله تعالى :( إن عذاب ربك لواقع ( يعني إنه لحق وكائن ونازل بالمشركين في الآخرة ) ما له من دافع ( أي مانع.
قال جبير بن مطعم : قدمت المدينة لأكلم رسول الله ( ﷺ ) في أسارى بدر فدفعت له وهو يصلي بأصحابه المغرب وصوته يخرج من المسجد فسمعته يقرأ والطور إلى قوله إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع فكأنما صدع قلبي حين سمعت ولم يكن أسلم يومئذ فأسلمت خوفاً من نزول العذاب وما كنت أظن أني أقوم من مكاني حتى يقع بي العذاب ثم بين أنه متى يقع فقال تعالى :( يوم تمور السماء موراً ( أي تدور كدوران الرحى وتتكفأ بأهلها تكفؤ السفينة وقيل : تتحرك وتختلف أجزاؤها بعضها من بعض وتضطرب ) وتسير الجبال سيراً ( أي تزول عن أماكنها وتصير هباء منثوراً والحكمة في مور السماء وسير الجبال الإنذار والأعلام بأن لا رجوع ولا عود إلى الدنيا وذلك لأن الأرض والسماء وما بينهما من الجبال والبحار وغير ذلك إنما خلقت لعمارة الدنيا وانتفاع بني آدم بذلك فلما لم يبق لهم عود إليها أزالها الله تعالى وذلك لخراب الدنيا وعمارة الآخرة.
الطور :( ١١ - ٢١ ) فويل يومئذ للمكذبين
" فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين " ( ) فويل ( أي شدة عذاب ) يومئذ للمكذبين ( أي يوم القيامة ) الذين هم في خوض ( أي يخوضون في الباطل ) يلعبون ( أي غافلون لأهون عما يراد بهم ) يوم يدعون ( أي يدفعون ) إلى نار جهنم دعاً ( يعني دفعاً بعنف وجفوة، وذلك أن خزنة جهنم يغلّون أيدي الكفار إلى أعناقهم ويجمعون