صفحة رقم ٢٥٠
نواصيهم إلى أقدامهم ويدفعون بها دفعاً إلى النار على وجوههم وزجّاً في أقفيتهم حتى يردوا إلى النار، فإذا دنوا منها، قال لهم خزنتها :( هذه النار التي كنتم بها تكذبون ( أي في الدنيا ) أفسحر هذا ( ذلك أنهم كانوا ينسبون محمداً ( ﷺ ) إلى السحر وأنه يغطي على الأبصار فوبخوا بذلك وقيل لهم : أفسحر هذا ) أم أنتم لا تبصرون اصلوها ( أي قاسوا شدتها ) فاصبروا ( أي على العذاب ) أو لا تصبروا ( أي عليه ) سواء عليكم ( أي الصبر والجزع ) إنما تجزون ما كنتم تعملون ( أي من الكفر والتكذيب في الدنيا.
قوله تعالى :( إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين ( أي معجبين بذلك ناعمين ) بما آتاهم ربهم ( أي من الخير والكرامة ) ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا ( أي يقال لهم كلوا ) واشربوا هنيئاً ( أي مأمون العاقبة من التخمة والسقم ) بما كنتم تعملون ( أي في الدنيا من الإيمان ولطاعة ) متكئين على سرر مصفوفة ( أي موضوعة بعضها إلى بعض ) وزوجناهم بحور عين والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ( يعني ألحقنا أولادهم الصغار والكبار بإيمانهم فالكبار بإيمانهم بأنفسهم والصغار بإيمان آبائهم فإن الولد الصغير يحكم بإسلامه تبعاً لأحد أبويه ) ألحقنا بهم ذريتهم ( يعني المؤمنين في الجنة بدرجات آبائهم وإن لم يبلغوا بأعمالهم درجات آبائهم تكرمة لآبائهم لتقر بذلك أعينهم هذه رواية عن ابن عباس.
وفي رواية أخرى عنه، أن معنى الآية والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم يعني البالغين بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان بإيمان آبائهم أخبر الله تعالى أنه يجمع لعبده المؤمن من ذريته في الجنة كما كان يحب في الدنيا أن يجتمعوا إليه فيدخلهم الجنة بفضله ويلحقهم بدرجته بعمله من غير أن ينقص الآباء من أعمالهم شيئاً وذلك قوله تعالى :( وما ألتناهم من عملهم من شيء ( يعني : وما نقصنا الآباء من أعمالهم شيئاً عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ﷺ ) يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم قرأ والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم إلى آخر الآية.
عن علي قال :( سألت خديجة النبي ( ﷺ ) عن ولدين ماتا لها في الجاهلية فقال رسول الله


الصفحة التالية
Icon