صفحة رقم ٢٥٣
) بل لا يوقنون ( أي بالحق وهو توحيد الله تعالى وقدرته على البعث وأن الله تعالى هو خالقهم وخالق السموات والأرض فليؤمنوا به وليوقنوا أنه ربهم وخالقهم ) أم عندهم خزائن ربك ( يعني النبوة ومفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاؤوا وقيل : خزائن المطر والرزق ) أم هم المسيطرون ( أي المسلطون الجبارون.
وقيل : الأرباب القاهرون فلا يكونون نتحت أمر ولا نهي ويفعلون ما يشاؤون.
الطور :( ٣٨ - ٤٥ ) أم لهم سلم...
" أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين أم له البنات ولكم البنون أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون " ( ) أم لهم سلم ( يعني مرقى ومصعد إلى السماء ) يستمعون فيه ( أي يستمعون عليه الوحي من السماء فيعلمون أن ما هم عليه حق فهم به مستمسكون ) فليأت مستمعهم ( أي إن ادعوا ذلك ) بسلطان مبين ( أي بحجة بينة ) أم له البنات ولكم البنون ( هذا إنكار عليهم حيث جعلوا لله ما يكرهون لأنفسهم ) أم تسألهم أجراً ( أي جعلاً على ما جئتهم به من النبوة ودعوتهم إليه من الدين ) فهم من مغرم مثقلون ( يعني أثقلهم ذلك المغرم الذي سألتهم فمنعهم عن الإسلام ) أم عندهم الغيب ( أي علم الغيب وهو ما غاب عنهم حتى علموا أن ما يخبرهم به الرسول من أمر القيامة والبعث باطل.
وقيل : هو جواب لقولهم نتربص به ريب المنون، والمعنى : اعلموا أن محمداً يموت قبلهم ) فهم يكتبون ( أي يحكمون قال ابن عباس : معناه أم عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون ما فيه ويخبرون الناس به ) أم يريدون كيداً ( أي مكراً بك ليهلكوك ) فالذين كفروا هم المكيدون ( أي المجزيون بكيدهم والمعنى أن ضرر كيدهم يعود عليهم ويحيق مكرهم بهم وهو أنهم مكروا به في دار الندوة ليقتلوه فقتلوا ببدر ) أم لهم إله غير الله ( يعني يرزقهم وينصرهم ) سبحان الله عما يشركون ( المعنى : أنه نزه نفسه عما يقولون.
قوله تعالى :( وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً ( هذا جواب لقولهم فأسقط علينا كسفاً من السماء يقول لو عذبناهم بسقوط قطعة من السماء عليهم لم ينتهوا عن كفرهم ) يقولوا ( لمعاندتهم هذا ) سحاب مركوم ( أي بعضه على بعض يسقينا ) فذرهم حتى يلاقوا ( أي يعاينوا ) يومهم الذي فيه يصعقون ( أي يموتون ويهلكون.
الطور :( ٤٦ - ٤٩ ) يوم لا يغني...
" يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم " ( ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً ولا هم ينصرون ( أي لا ينفعهم


الصفحة التالية
Icon