صفحة رقم ٢٥٥
بضوء الصبح هذا قول أكثر المفسرين يدل عليه ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ( ﷺ ) قال ( إدبار النجوم الركعتان قبل الفجر وإدبار السجود الركعتان بعد المغرب ) أخرجه الترمذي وقال : حديث غريب.
وقيل : إدبار النجوم هي فريضة صلاة الصبح
( ق ) عن جبير بن مطعم قال :( سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقرأ في المغرب بالطور ) والله تعالى أعلم بمراده وأسرار كتابه.
سورة النَجم
( تفسير سورة النجم مكية ) ( وهي اثنتان وستون آية وثلثمائة وستون كلمة وألف وأربعمائة وخمسة أحرف ) ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قوله عز وجل )
النجم :( ١ - ٤ ) والنجم إذا هوى
" والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " ( قوله عز وجل :( والنجم إذا هوى ( قال ابن عباس يعني الثريا إذا سقطت وغابت والعرب تسمي الثريا نجماً ومنه قولهم إذا طلع النجم عشاء ابتغى الراعي كساء وجاء في الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً :( ما طلع النجم قط وفي الأرض من العاهة شيء إلا رفع ) أراد بالنجم الثريا، وقيل : هي نجوم السماء كلها وهويها غروبها فعلى هذا لفظه واحد ومعناه الجمع.
وروي عن ابن عباس أنه الرجوم من النجوم وهي ما ترمى به الشياطين عند استراق السمع.
وقيل : هي النجوم إذا انتثرت يوم القيامة.
وقيل : أراد بالنجم القرآن سمي نجماً لأنه نزل نجوماً متفرقة في عشرين سنة وهو قول ابن عباس أيضاً.
وقيل : النجم هو النبت الذي لا ساق له وهويه سقوطه إذا يبس على الأرض.
وقيل : النجم هو محمد ( ﷺ ) وهويه نزوله ليلة المعراج من السماء وجواب القسم قوله تعالى :( ما ضل صاحبكم ( يعني محمداً ( ﷺ ) ما ضل عن طريق الهدى ) وما غوى ( أي ما جهل.
وقيل : الفرق بين الضلال والغي أن الضلال هو أن لا يجد السالك إلى مقصده طريقاً أصلاً والغواية أن لا يكون له طريق إلى مقصده مستقيم وقيل : إن الضلال أكثر استعمالاً من الغواية ) وما ينطق عن الهوى ( أي بالهوى والمعنى لا يتكلم بالباطل وذلك أنهم قالوا : إن محمداً يقول القرآن من تلقاء نفسه ) إن هو ( أي ما هو يعني القرآن وقيل : نطقه في الدين ) إلا وحي ( من الله ) يوحى ( إليه.
النجم :( ٥ - ١١ ) علمه شديد القوى
" علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى " ( ) علمه شديد القوى ( يعني جبريل علم محمداً ( ﷺ ) ما أوحى الله إليه عز وجل وكونه شديد القوى أنه اقتلع قرى قوم لوط وحملها على جناحه حتى بلغ بها السماء ثم قلبها وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين وكان هبوطه بالوحي على الأنبياء أسرع من رجعة الطرف ) ذو مرة ( أي ذو قوة وشدة.
وقال


الصفحة التالية
Icon