صفحة رقم ٢٥٧
بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض فتدلى إلى محمد ( ﷺ ) فكان منه قاب قوسين أو أدنى أي : بل أدنى وبه قال ابن عباس والحسن وقتادة.
وقيل : في الكلام تقديم وتأخير تقديره ثم تدلى فدنا لأن التدلي سبب الدنو.
وقال آخرون : ثم دنا الرب عز وجل من محمد ( ﷺ ) فتدلى أي فقرب منه حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى وقد ورد في الصحيحين في حديث المعراج من رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى.
وهذه رواية أبي سلمة عن ابن عباس والتدلي هو النزول إلى النبي ( ﷺ ).
قال الحافظ عبد الحق في كتابه.
الجمع بين الصحيحين، بعد ذكر حديث أنس من رواية شريك، وقد زاد فيه زيادة مجهولة وأتى فيه بألفاظ غير معروفة.
وقد روى حديث الإسراء جماعة من الحفاظ المتقنين كابن شهاب وثابت البناني وقتادة يعني عن أنس فلم يأت أحد منهم بما أتى به وفي رواية شريك قدم وآخر وزاد ونقص فيحتمل أن هذا اللفظ من زيادة شريك في الحديث وقال الضحاك دنا محمد ( ﷺ ) من ربه عز وجل فتدلى أي فأهوى للسجود فكان منه قاب قوسين أو أدنى والقاب القدر والقوس الذي يرمي به وهو رواية عن ابن عباس.
وقيل : معناه حيث الوتر من القوس فأخبر أنه كان بين جبريل ومحمد ( ﷺ ) مقدار قوسين وهذا إشارة إلى تأكيد القرب وأصله أن الحليفين من العرب كانا إذا أرادا عقد الصفاء والعهد بينهما خرجا بقوسيهما فألصقا بينهما يريد أن بذلك أنهما متظاهران يحامي كل واحد منهما عن صاحبه.
وقال عبد الله بن مسعود : قاب قوسين قدر ذراعين والقوس الذراع التي يقاس بها من قاس يقيس أو أدنى بل أقرب ) فأوحى ( أي فأوحى الله ) إلى عبده ( محمد ( ﷺ ) ) ما أوحى ( وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أوحى جبريل إلى رسول الله ( ﷺ ) ما أوحى إليه ربه عز وجل وقال سعيد بن جبير : أوحى إليه ) ألم يجدك يتيماً فآوى ( " إلى قوله ) ورفعنا لك ذكرك ( " وقيل : أوحى إليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك قوله عز وجل :( ما كذب الفؤاد ( قرىء بالتشديد أي ما كذب محمد ( ﷺ ) ) ما رأى ( أي بعينه تلك الليلة بل صدقه وحققه وقرىء بالتخفيف أي ما كذب فؤاد محمد