صفحة رقم ٢٧٧
القمر :( ٣٢ - ٤٢ ) ولقد يسرنا القرآن...
" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر " ( ) ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (.
قوله تعالى :( كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصباً ( يعني الحصباء وهي الحجارة التي دون ملء الكف وقد يكون الحاصب الرامي، فعلى هذا، يكون المعنى إنا أرسلنا عليهم عذاباً يحصبهم أي يرميهم بالحجارة ثم استثنى.
فقال تعالى :( إلا آل لوط ( يعني لوطاً وابنتيه ) نجيناهم ( يعني من العذاب ) بسحر نعمة من عندنا ( أي جعلناه نعمة منا عليهم حيث نجيناهم ) كذلك نجزي ( أي كما أنعمنا على آل لوط كذلك نجزي ) من شكر ( يعني أن من وحد الله لم يعذبه مع المشركين ) ولقد أنذرهم ( أي لوط ) بطشتنا ( يعني أخذنا إياهم بالعقوبة ) فتماروا بالنذر ( أي شكوا بالإنذار ولم يصدقوا وكذبوا ) ولقد راودوه عن ضيفه ( أي طلبوا منه أن يسلم إليهم أضيافه ) فطمسنا أعينهم ( وذلك أنهم لما قصدوا دار لوط عالجوا الباب ليدخلوا عليهم فقالت الرسل للوط خل بينهم وبين الدخول فإنا رسل ربك لن يصلوا إليك فدخلوا الدار فصفقهم جبريل بجناحه فتركهم عمياً بإذن الله يترددون متحيرين لا يهتدون إلى الباب وأخرجهم لوط عمياً لا يبصرون.
ومعنى : فطمسنا أعينهم، يعني صيرناها كسائر الوجه لا يرى لها شق.
وقيل : طمس الله أبصارهم فلم يروا الرسل فقالوا لقد رأيناهم حين دخلوا فأين ذهبوا ؟ فلم يروهم ) فذوقوا عذابي ونذر ( يعني ما أنذركم به لوط من العذاب ) ولقد صبحهم بكرة ( أي جاءهم وقت الصبح ) عذاب مستقر ( يعني دائم استقر فيهم حتى أفضى بهم إلى عذاب الآخرة ) فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (
قوله عز وجل :( ولقد جاء آل فرعون النذر ( يعني موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام.
وقيل : النذر، الآيات التي أنذرهم بها موسى ) كذبوا بآياتنا كلها ( يعني الآيات التسع ) فأخذناهم ( يعني بالعذاب ) أخذ عزيز مقتدر ( يعني غالب في انتقامه قادر على إهلاكهم لا يعجزه عما أراد ثم خوف كفار مكة.
القمر :( ٤٣ - ٤٨ ) أكفاركم خير من...
" أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر " ( ) أكفاركم خير من أولئكم ( يعني أقوى وأشد من الذين أحللت بهم نقمتي مثل قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون وهذا استفهام إنكار، أي، ليسوا بأقوى منهم ) أم لكم براءة ( يعني من العذاب ) في الزبر ( أي في الكتب أنه لن يصيبكم ما أصاب الأمم الخالية ) أم يقولون ( يعني كفار مكة ) نحن جميع ( يعني أمرنا ) منتصر (