صفحة رقم ٢٧٨
يعني من أعدائنا والمعنى : نحن يد واحدة على من خالفنا منصرون ممن عادانا.
ولم يقل منصرون لموافقة رؤوس الآي.
وقيل : معناه نحن كل واحد منا منتصر كما يقال : كلهم عالم، يعني : كل واحد منهم عالم.
قال الله تعالى :( سيهزم الجمع ( يعني كفار مكة ) ويولون الدبر ( يعني الأدبار فوحد لأجل رؤوس الآي.
وقيل في الإفراد، إشارة إلى أنهم في التولية والهزيمة كنفس واحدة، فلا يتخلف أحد عن الهزيمة ولا يثبت أحد للزحف فَهُمْ في ذلك كرجل واحد
( خ ).
عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ﷺ ) وهو في قبة يوم بدر ( اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد هذا اليوم أبداً فأخذ أبو بكر بيده فقال : حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك فخرج وهو في الدرع وهو يقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر ) ) بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ( فصدق الله وعده وهزمهم يوم بدر.
وقال سعيد بن المسيب : سمعت عمر بن الخطاب يقول : لما نزلت سيهزم الجمع ويولون الدبر : كنت لا أدري أي جمع يهزم، فلما كان يوم بدر، رأيت النبي ( ﷺ ) يثب في درعه ويقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر فعلمت تأويلها ) بل الساعة موعدهم ( يعني جميعاً والساعة أدهى وأمر، أي أعظم داهية وأشد مرارة من الأسر والقتل يوم بدر.
قوله عز وجل :( إن المجرمين ( يعني المشركين ) في ضلال وسعر ( قيل في بعد عن الحق وسعر أي نار تسعر عليهم.
وقيل : في ضلال في الدنيا ونار مسعرة في الآخرة.
وقيل : في ضلال، أي عن طريق الجنة وسعر أي عذاب الآخرة ثم بين عذابهم فقال تعالى :( يوم يسحبون ( أي يجرون ) في النار على وجوههم ( ويقال لهم ) ذوقوا مس سقر ( أي ذوقوا أيها المكذبون لمحمد ( ﷺ ) مس سقر.
القمر :( ٤٩ - ٥١ ) إنا كل شيء...
" إنا كل شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر " ( ) إنا كل شيء خلقناه بقدر ( أي مقدور ومكتوب في اللوح المحفوظ.
وقيل : معناه قدر الله لكل شيء من خلقه قدره الذي ينبغي له.
وقال ابن عباس : كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك.
( فصل في سبب نزول الآية وما ورد في القدر وما قيل فيه )
( م ) ( عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول : كتب الله مقادير الخلائق كلها قبل أن يخلق السموات والأرض وخمسين ألف سنة ) قال وعرشه على الماء ( م ).
عن أبي هريرة قال :( جاء مشركو قريش إلى النبي ( ﷺ ) يخاصمونه في القدر فنزلت هذه الآية ) إن المجرمين في ضلال وسعر ( إلى قوله ) إنا كل شيء خلقناه بقدر ( ( م ) عن طاوس قال : أدركت ناساً من أصحاب رسول الله ( ﷺ ) يقولون : كل شيء بقدر الله تعالى قال : وسمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله ( ﷺ ) : كل شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز ).
عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله