صفحة رقم ٢٧٩
( ﷺ ) ( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ( ﷺ ) بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، وبالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر ) أخرجه الترمذي.
وله عن جابر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ) وقال : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون وهو منكر الحديث.
وفي حديث جبريل المتفق عليه : وتؤمن بالقدر خيره وشره.
قال : صدقت ففيه ذم القدرية.
عن حذيفة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( لكل أمة مجوس ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ومن مرض منهم فلا تعودوه وهم من شيعة الدجال وحق على الله أن يلحقهم بالدجال ).
أخرجه أبو داود وله عن أبي هريرة مثله ( وزاد فلا تجالسوهم ولا تفاتحوهم في الكلام ).
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المرجئة والقدرية ) أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن غريب.
وروى ابن الجوزي في تفسيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله ( ﷺ ) قال ( إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة أمر منادياً فينادي نداء يسمعه الأولون والآخرون أي خصماء الله فتقوم القدرية فيأمر بهم إلى النار يقول الله ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ).
قال ابن الجوزي : وإنما قيل : خصماء الله، لأنهم يخاصمون في أنه لا يجوز أن يقدر المعصية على العبد ثم يعذبه عليها.
وروي عن الحسن قال : والله لو أن قدرياً صام حتى يصير كالحبل، وصلّى حتى يصير كالوتر، ثم أخذ ظلماً حتى يذبح بين الركن والمقام لكبه الله على وجهه في سقر ثم قيل له ذق مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر.
قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله اعلم أن مذهب أهل الحق إثبات القدر ومعناه أن الله تعالى قدر الأشياء في القدم وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسن ما قدرها الله تعالى وأنكرت القدرية هذا وزعمت أنه سبحانه وتعالى لم يقدرها ولم يتقدم علمه بها وإنها مستأنفة العلم أي إنما يعلمها سبحانه وتعالى بعد وقوعها وكذبوا على الله سبحانه وتعالى عن أقوالهم الباطلة علواً كبيراً.
وسميت هذه الفرقة قدرية، لإنكارهم القدر.
قال أصحاب المقالات من المتكلمين : وقد انقرضت القدرية القائلون بهذا القول الشنيع الباطل ولم يبق أحد من أهل القبلة عليه.
وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة تعتقد إثبات القدر ولكن تقول الخير من الله والشر من غيره تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
وحكى أبو محمد بن قتيبة في كتابه غريب الحديث، وأبو المعالي إمام الحرمين في كتابه الإرشاد في أصول الدين، أن بعض القدرية قالوا : لسنا بقدرية بل أنتم القدرية لاعتقادكم إثبات القدر.
قال ابن قتبية وإمام الحرمين : هذا تمويه من هؤلاء


الصفحة التالية
Icon