صفحة رقم ٣٧
) فساهم ( أي فقارع ) فكان من المدحضين ( يعني من المقرعين المغلوبين في سورة يونس والأنبياء ) فالتقمه الحوت ( أي ابتلعه ) وهو مليم ( أي آت بما يلام عليه ) فلولا أنه كان من المسبحين ( أي من الذاكرين الله عز وجلّ قبل ذلك وكان كثير الذكر وقال ابن عباس من المصلحين وقيل من العابدين.
قال الحسن ما كانت له صلاة في بطن الحوت ولكنه قدم عملاً صالحاً فشكر الله تعالى له طاعته القديمة قال بعضهم اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة فإن يونس كان عبداً صالحاً ذاكراً لله تعالى فلما وقع في الشدة في بطن الحوت شكر الله تعالى له ذلك فقال ) فلولا أنه كان من المسبحين (.
الصافات :( ١٤٤ - ١٤٧ ) للبث في بطنه...
" للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " ( ) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ( وقيل لولا أنه كان يسبح في بطن الحوت بقوله ) لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي لصار بطن الحوت قبراً له إلى يوم القيامة.
قوله عز وجل :( فنبذناه ( أي طرحناه إنما أضاف النبذ إلى نفسه وإن كان الحوت هو النابذ لأن أفعال العباد كلها مخلوقة لله تعالى :( بالعراء ( أي بالأرض الخالية عن الشجر والنبات.
وقيل بالساحل ) وهو سقيم ( أي عليل كالفرخ الممعط وقيل كان قد بلي لحمه ورق عظمه ولم تبق له قوة قيل إنه لبث في بطن الحوت ثلاثة أيام وقيل سبعة وقيل عشرين يوماً وقيل أربعين وقيل التقمه ضحى ولفظه عشية ) وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ( يعني القرع قيل إن كان نبت يمتد وينبسط على وجه الأض كالقرع والقثاء والبطيخ ونحوه فهو يقطين، قيل أنبتها الله تعالى له ولم تكن قبل ذلك وكانت معروشة ليحصل له الظل وفي شجر القرع فائدة وهي أن الذباب لا يجتمع عندها فكان يونس يستظل بتلك الشجرة ولو كانت منبسطة على الأرض لم يكن أن يستظل بها قيل وكانت وعلة تختلف إليه فيشرب من لبنها بكرة وعشية حتى اشتد لحمه ونبت شعره وقوي فنام نومة ثم استيقظ وقد يبست الشجرة وأصابه حر الشمس فحزن حزناً شديداً وجعل يبكي فأرسل الله تعالى إليه جبريل وقال أتحزن على شجرة ولا تحزن على مائة ألف من أمتك قد أسلموا وتابوا ) وأرسلناه إلى مائة ألف ( قيل أرسله إلى أهل نينوى من أرض الموصل قبل أن يصيبه ما أصابه والمعنى وكنا أرسلناه إلى مائة ألف فلما خرج من بطن الحوت أمر أن يرجع إليهم ثانياً وقيل كان إرساله إليهم بعد خروجه من بطن الحوت وقيل يجوز أن يكون إرساله إلى قوم آخرين غير القوم الأولين ) أو يزيدون ( قال ابن عباس معناه


الصفحة التالية
Icon