صفحة رقم ٣٨
ويزيدون وقيل معناه بل يزيدون وقيل أو على أصلها والمعنى أو يزيدون في تقدير الرائي إذا رآهم قال هؤلاء مائة ألف أو يزيدون على ذلك فالشك على تقدير المخلوقين والأصح هو قول ابن عباس الأول.
وأما الزيادة فقال ابن عباس كانوا عشرين ألفاً، ويعضده ما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال ( سألت رسول الله ( ﷺ ) عن قوله تعالى ) وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ( قال يزيدون عشرين ألفاً ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن وقيل يزيدون بضعاً وثلاثين ألفاً وقيل سبعين ألفاً.
الصافات :( ١٤٨ - ١٦٠ ) فآمنوا فمتعناهم إلى...
" فآمنوا فمتعناهم إلى حين فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين " ( ) فآمنوا ( يعني الذين أرسل إليهم يونس بعد معاينة العذاب ) فمتعناهم إلى حين ( أي إلى انقضاء آجالهم.
قوله عز وجل :( فاستفتهم ( أي فسل يا محمد أهل مكة وهو سؤال توبيخ ) ألربك البنات ولهم البنون ( وذلك أن جهينة وبني سلمة بن عبد الدار زعموا أن الملائكة بنات الله.
والمعنى جعلوا لله البنات ولهم البنين وذلك باطل لأن العرب كانوا يستنكفون من البنات والشيء الذي يستنكف منه المخلوق كيف ينسب للخالق ) أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون ( أي حاضرون خلقنا إياهم ) ألا إنهم من إفكهم ( أي من كذبهم ) ليقولون ولد الله ( أي في زعمهم ) وإنهم لكاذبون ( أي فيما زعموا ) أصطفى البنات ( أي في زعمكم ) على البنين ( وهو استفهام توبيخ وتقريع ) ما لكم كيف تحكمون ( أي بالبنات لله ولكم بالبنين ) أفلا تذكرون ( أي أفلا تتعظون ) أم لكم سلطان مبين ( أي برهان بين على أن لله ولداً ) فأتوا بكتابكم ( يعني الذي لكم فيه حجة ) إن كنتم صادقين ( أي في قولكم ) وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً ( قيل أراد بالجنة الملائكة سموا جنة لاجتنانهم عن الأبصار.
قال ابن عباس هم حي من الملائكة يقال لهم الجن ومنهم إبليس قالوا هم بنات الله فقال لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فمن أمهاتهم قالوا سروات الجن.
وقيل معنى النسب أنهم أشركوا في عبادة الله تعالى.
وقيل هو قول الزنادقة الخير من الله والشر من الشيطان ) ولقد علمت الجنة إنهم ( يعني قائلي هذا القول ) لمحضرون ( أي في النار ) سبحان الله عما يصفون ( نزه الله تعالى نفسه عما يقولون ) إلا عباد الله المخلصين ( هذا استثناء من المحضرين والمعنى أنهم لا يحضرون.
الصافات :( ١٦١ - ١٧١ ) فإنكم وما تعبدون
" فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين فكفروا به فسوف يعلمون ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين " ( ) فإنكم ( يعني يا أهل مكة ) وما تعبدون ( أي من الأصنام ) ما أنتم عليه ( أي على ما تعبدون ) بفاتنين ( أي بمضلين أحداً ) إلا من هو صال الجحيم ( أي إلا من سبق له في علم الله تعالى الشقاوة وأنه سيدخل النار.
قوله تعالى إخباراً عن حال


الصفحة التالية
Icon