صفحة رقم ٤١
ومجاز الآية أن الله تعالى أقسم بص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا من أهل مكة في عزة أي حمية وجاهلية وتكبر عن الحق وشقاق أي خلاف وعداوة لمحمد ( ﷺ ) ) كم أهلكنا من قبلهم من قرن ( يعني من الأمم الخالية ) فنادوا ( أي استغاثوا عند نزول العذاب وحلول النقمة ) ولات حين مناص ( أي ليس الحين حين فرار وتأخر قال ابن عباس : كان كفار مكة إذا قاتلوا فاضطروا في الحرب قال بعضهم لبعض مناص أي اهربوا وخذوا حذركم فلما نزل بهم العذاب ببدر قالوا مناص فأنزل الله عز وجل :( ولات حين مناص ( أي ليس الحين حين هذا القول.
ص :( ٤ - ٨ ) وعجبوا أن جاءهم...
" وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب " ( ) وعجبوا ( يعني كفار مكة ) أن جاءهم منذر منهم ( يعني رسولاً من أنفسهم ينذرهم ) وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ( قوله عز وجل :( أجعل الآلهة إلهاً واحداً ( وذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسلم فشق ذلك على قريش وفرح به المؤمنون فقال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش وهم الصناديد والأشراف وكانوا خمسة وعشرين رجلاً أكبرهم سناً الوليد بن المغيرة امشوا إلى أبي طالب فأتوا إلى أبي طالب وقالوا له أنت شيخنا وكبيرنا وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء وإنما أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك فأرسل إليه أبو طالب فدعا به فلما أتى النبي ( ﷺ ) إليه قال له يا ابن أخي هؤلاء قومك يسألونك السواء فلا تمل كل الميل على قومك فقال رسول الله ( ﷺ ) ( وماذا يسألونني ) قالوا ارفض آلهتنا وندعك وإلهك فقال رسول الله ( ﷺ ) ( أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم ) فقال أبو جهل لله أبوك لنعطينكها وعشرة أمثالها فقال رسول الله ( ﷺ ) ( قولوا لا إله إلا الله ) فنفروا من ذلك وقالوا أجعل الآلهة إلهاً واحداً كيف يسمع