صفحة رقم ٤٢
الخلق إله واحد ) إن هذا لشيء عجاب ( أي عجب ) وانطلق الملأ منهم ( أي من مجلسهم الذي كانوا فيه عند أبي طالب ) أن امشوا ( أي يقول بعضهم لبعض امشوا ) واصبروا على آلهتكم ( أي اثبتوا على عبادة آلهتكم ) إن هذا لشيء يراد ( أي لأمر يراد بنا وذلك أن عمر رضي الله عنه لما أسلم وحصل للمسلمين قوة بمكانه قالوا إن هذا الذي نراه من زيادة أصحاب محمد ( ﷺ ) لشيء يراد بنا وقيل يراد بأهل الأرض وقيل يراد بمحمد ( ﷺ ) أن يملك علينا ) ما سمعنا بهذا ( أي بالذي يقوله محمد من التوحيد ) في الملة الآخرة ( قال ابن عباس يعنون النصرانية لأنها آخر الملل وإنهم لا يوحدون الله بل يقولون ثالث ثلاثة وقيل يعنون ملة قريش وهي دينهم الذي هم عليه ) إن هذا إلا اختلاق ( أي كذب وافتعال ) أأنزل عليه الذكر ( أي القرآن ) من بيننا ( أي يقول أهل مكة ليس هو بأكبرنا ولا أشرفنا قال الله تعالى :( بل هم في شك من ذكري ( أي وحيي وما أنزلت ) بل لما يذوقوا عذاب ( أي لو ذاقوه لما قالوا هذا القول.
ص :( ٩ - ١٢ ) أم عندهم خزائن...
" أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد " ( ) أم عندهم خزائن رحمة ربك ( يعني مفاتيح النبوة يعطونها من شاؤوا ) العزيز ( أي في ملكه ) الوهاب ( الذي وهب النبوة لمحمد ( ﷺ ) ) أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما ( أي ليس لهم ذلك ) فليرتقوا في الأسباب ( يعني إن ادعوا شيئاً من ذلك فليصعدوا في الأسباب التي توصهلم إلى السماء ليأتوا منها بالوحي إلى من يختارون.
وقيل أراد بالأسباب أبواب السماء وطرقها من سماء إلى سماء وهذا أمر توبيخ وتعجيز ) جند ما هنالك ( أي هؤلاء الذين يقولون هذا القول جند ما هنالك ) مهزوم ( أي مغلوب ) من الأحزاب ( يعني أن قريشاً من جملة الأجناد الذين تجمعوا وتحزبوا على الأنبياء بالتكذيب فقهروا وأهلكوا أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ( ﷺ ) وهو بمكة أنه سيهزم جند المشركين فجاء تأويلها يوم بدر وهناك إشارة إلى مصارعهم ببدر ثم قال عز وجل معزياً لنبيه ( ﷺ ) ) كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذي الأوتاد ( قال ابن عباس : ذو البناء المحكم.
وقيل ذو الملك الشديد الثابت والعرب تقول هو في عز ثابت الأوتاد يريدون بذلك أنه دائم شديد وقال الأسود