صفحة رقم ٤٣
بن يعفر :
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة
في طل ملك ثابت الأوتاد
وقيل ذو قوة وأصل هذا أن بيوتهم تثبت بالأوتاد، وقيل ذو القوة والبطش.
وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما والجنود والجموع الكثيرة يعني أنهم يقرون أمره ويشدون ملكه كما يقوي الوتد الشيء وسميت الأجناد أوتاداً لكثرة المضارب التي كانوا يضربونها ويوتدونها في أسفارهم وقيل الأوتاد جمع الوتد وكانت له أوتاد يعذب الناس عليها، فكان إذا غضب على أحد مده مستلقياً بين أربعة أوتاد يشد كل طرف منه إلى وتد فيتركه حتى يموت.
وقيل يرسل عليه العقارب والحيات.
وقيل كانت له أوتاد وأحبال وملاعب يلعب عليها بين يديه.
ص :( ١٣ - ١٧ ) وثمود وقوم لوط...
" وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب " ( ) وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب ( أي الذين تحزبوا على الأنبياء فأعلم الله تعالى أن مشركي قريش حزب من أولئك الأحزاب ) إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب ( أي إن أولئك الطوائف والأمم الخالية لما كذبوا أنبياءهم وجب عليهم العذاب فكيف حال هؤلاء الضعفاء المساكين إذا نزل بهم العذاب وفي الآية زجر وتخويف للسامعين ) وما ينظر ( أي ينتظر ) هؤلاء ( أي كفار مكة ) إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ( أي رجوع والمعنى أن تلك الصيحة التي هي ميعاد عذابهم إذا جاءت لم ترد ولم تصرف ) وقالوا ربنا عجل لنا قطنا ( أي حظنا ونصيبنا من الجنة التي تقول وقيل نصيبنا من العذاب قاله النضر بن الحارث استعجالاً منه بالعذاب وقال ابن عباس يعني كتابنا والقط الصحيفة التي حصرت كل شيء قيل لما نزلت في الحاقة ) فأما من أوتي كتابه بيمينه وأما من أوتي كتابه بشماله ( قالوا استهزاء عجل لنا كتابنا في الدنيا ) قبل يوم الحساب ( وقيل قطنا أي حسابنا يقال لكتاب الحساب قط وقيل القط كتاب الجوائز، قال الله عز وجل لنبيه ( ﷺ ) ) اصبر على ما يقولون ( أي على ما يقول الكفار من التكذيب ) واذكر عبدنا داود ذا الأيد (