صفحة رقم ٦٧
( بسم الله الرحمن الرحيم ) :(
الزمر :( ١ - ٤ ) تنزيل الكتاب من...
" تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار " ( قوله عز وجل :( تنزيل الكتاب ( أي هذا الكتاب وهو القرآن تنزيل ) من الله العزيز الحكيم ( أي لا من غيره ) إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ( أي لم ننزله باطلاً لغير شيء ) فاعبد الله مخلصاً له الدين ( أي الطاعة ) ألا لله الدين الخالص ( أي شهادة أن لا إله إلا الله، وقيل لا يستحق الدين الخالص إلا الله وقيل يعني الخالص من الشرك وما سوى الخالص ليس بدين الله الذي أمر به لأن رأس العبادات الإخلاص في التوحيد واتباع الأوامر واجتناب النواهي ) والذين اتخذوا من دونه ( أي من دون الله ) أولياء ( يعني الأصنام ) ما نعبدهم ( أي قالوا ما نعبدهم ) إلا ليقربونا إلى الله زلفى ( يعني قربة وذلك أنهم كانوا إذا قيل لهم من خلقكم وخلق السموات والأرض ومن ربكم قالوا الله فقيل لهم فما معنى عبادتكم الأصنام فقالوا ليقربونا إلى الله زلفى وتشفع لنا عنده ) إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ( أي من أمر الدين ) إن الله لا يهدي ( أي لا يرشد لدينه ) من هو كاذب ( أي من قال إن الآلهة تشفع له ) كفار ( أي باتخاذه الآلهة دون الله تعالى ) لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى ( أي لاختار ) مما يخلق ما يشاء ( يعني الملائكة ثم نزه نفسه فقال تعالى :( سبحانه ( أي تنزيهاً له عن ذلك وعما لا يليق بطهارة قلبه ) وهو الواحد ( أي في ملكه الذي لا شريك له ولا ولد ) القهار ( أي الغالب الكامل القدرة.
الزمر :( ٥ - ٧ ) خلق السماوات والأرض...
" خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور " ( قوله تعالى :( خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ( يعني يغشى هذا هذا، وقيل يدخل أحدهما على الآخر وقيل ينقص من أحدهما ويزيد في الآخر فما نقص من الليل زاد في النهار وما نقص من النهار زاد في الليل ومنتهى النقصان تسع ساعات ومنتهى الزيادة خمس عشرة ساعة وقيل الليل والنهار عسكران عظيمان يكرّ أحدهما على الآخر وذلك بقدرة قادر عليهما قاهر لهما ) وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ( يعني إلى يوم القيامة ) ألا هو العزيز الغفار ( معناه أن خلق هذه الأشياء العظيمة يدل على كونه سبحانه وتعالى عزيزاً كامل القدرة مع أنه غفار عظيم الرحمة والفضل والإحسان ) خلقكم من نفس واحدة ( يعني آدم ) ثم جعل منها زوجها ( يعني حواء، ولما ذكر الله تعالى قدرته في خلق السموات والأرض وتكوير الليل على النهار ثم أتبعه بذكر خلق الإنسان عقبه بذكر خلق الحيوان فقال تعالى :( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ( يعني الإبل والبقر والغنم والمعز


الصفحة التالية
Icon