صفحة رقم ٧١
للظلة الفوقانية في الإيذاء والحرارة سميت باسمها لأجل المماثلة والمشابهة ) ذلك يخوف الله به عباده ( أي المؤمنين لأنهم إذا سمعوا حال الكفار في الآخرة خافوا فأخلصوا التوحيد والطاعة لله عز وجل وهو قوله تعالى :( يا عباد فاتقون ( أي فخافون.
الزمر :( ١٧ - ٢١ ) والذين اجتنبوا الطاغوت...
" والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب " ( ) والذين اجتنبوا الطاغوت ( يعني الأوثان ) أن يعبدوها وأنابوا إلى الله ( أي رجعوا إلى عبادة الله تعالى بالكلية وتركوا ما كانوا عليه من عبادة غيره ) لهم البشرى ( أي في الدنيا وفي الآخرة أما في الدنيا فالثناء عليهم بصالح أعمالهم وعند نزول الموت وعند الوضع في القبر، وأما في الآخرة فعند الخروج من القبر وعند الوقوف للحساب وعند جواز الصراط وعند دخول الجنة وفي الجنة ففي كل موقف من هذه المواقف تحصل لهم البشارة بنوع من الخير والراحة والروح والريحان ) فبشر عبادي الذين يستمعون القول ( يعني القرآن ) فيتبعون أحسنه ( أي أحسن ما يؤمرون به فيعملون به وهو أن الله تعالى ذكر في القرآن الانتصار من الظالم وذكر العفو عنه والعفو أحسن الأمرين وقيل ذكر العزائم والرخص فيتبعون الأحسن وهو العزائم وقيل يستمعون القرآن وغيره من الكلام فيتبعون القرآن لأنه كله حسن وقال ابن عباس رضي الله عنهما لما أسلم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه جاءه عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا فنزلت فيهم ) فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ( وقيل نزلت هذه الآية في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون لا إله إلا الله وهم زيد بن عمرو وأبو ذر وسلمان الفارسي ) أولئك الذين هداهم الله ( أي إلى عبادته وتوحيده ) وأولئك هم أولوا الألباب أفمن حق عليه كلمة العذاب ( قال ابن عباس : سبق في علم الله تعالى أنه في النار وقيل كلمة العذاب قوله ) لأملأن جهنم ( وقيل قوله هؤلاء في النار ولا أبالي ) أفأنت تنقذ من في النار ( أي لا تقدر عليه، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد أبا لهب وولده ) لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية ( أي منازل في الجنة رفيعة وفوقها منازل هي أرفع منها ) تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد ( أي وعدهم الله تلك الغرف والمنازل وعداً لا يخلفه
( ق ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن النبي ( ﷺ ) قال ( إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم فقالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) قوله الغابر أي


الصفحة التالية
Icon