صفحة رقم ٧٥
وهذا استفهام إنكار أي لا يستويان في الحال والصفة قال تعالى :( الحمد لله ( أي لله الحمد كله وحده دون غيره من المعبودين، وقيل لما ثبت أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الحق بالدلائل الظاهرة والأمثال الباهرة قال : الحمد لله على حصول هذه البينات وظهور هذه الدلالات ) بل أكثرهم لا يعلمون ( أي المستحق للعبادة هو الله تعالى وحده لا شريك له.
قوله تعالى ( إنك ميت ) أي ستموت ) وإنهم ميتون ( أي سيموتون وذلك أنهم كانوا يتربصون برسول الله ( ﷺ ) موته فأخبر الله تعالى أن الموت يعمهم جميعا فلا معنى للتربص وشماتة الفاني بالفاني وقيل نعى إلي نبيه نفسه وإليكم أنفسكم والمعني أنك ميت وأنهم ميتون وإن كنتم أحياء فإنكم في عداد الموتى ) ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ( قال ابن عباس يعني الحق والباطل والظالم والمظلوم عن عبد الله بن الزبير قال لما نزلت ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال الزبير يا رسول الله أتكون علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا قال نعم فقال إن الأمر إذا لشديد أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال ابن عمر رضي الله عنهما عشنا برهة من الدهر وكنا نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي ا ل الكتابين ثم أنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قلنا كيف نختصم وديننا واحد وكتابنا واحد حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف فعرفت أنها فينا نزلت وعن أبي سعيد الخدري وفي هذه الآية كنا نقول ربنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد فما هذه الخصومة فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض بالسيف قلنا نعم هو هذا وعن إبراهيم لما نزلت هذه الآية ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قالوا كيف نختصم ونحن إخوان فلما قتل عثمان قالوا هذه خصومتنا
( خ ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ( ﷺ ) قال ' من كان عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلله اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه ' ( م ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله